رأى الأمين العام للمؤتمر الدائم للفيدرالية ألفريد رياشي في حديث إلى صحيفة "الأنباء"، أن الأمل بتسوية قريبة بين حركة حماس وإسرائيل "مبالغ به، خصوصا ان الاستراتيجية الإسرائيلية تقضي (برفض التسوية بصيغتها الحالية) بكسب الوقت حتى تحقيق انتصارات كبيرة داخل عدد من المربعات في رفح، تحمي شروط إسرائيل ومطالبها".

ورأى ان الحرب في جنوب لبنان مستمرة لارتباطها مباشرة بالوضع في غزة تحت عنوان "وحدة الساحات"، لا بل "ذاهبة إلى المزيد من التصعيد والعنف المتبادل وبالتالي إلى المزيد من الدمار وتهجير الجنوبيين".

ولفت رياشي إلى ان "ما تقدم لا يعني حتمية اندلاع حرب شاملة بين حزب الله وإسرائيل، او حتمية توغل الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، خصوصا ان الطرفين يحرصان على عدم استنباط مقومات عسكرية تؤدي إلى خروج الاشتباكات عن قواعدها الراهنة، في انتظار الانتخابات الأميركية ليبني (كل من من الجانبين) على نتائجها المقتضى المطلوب لتحقيق مصالحه".

وأشار إلى ان "المشهد سواء في غزة ورفح، أم في جنوب لبنان، باق على حاله ضمن ضوابط عسكرية مفروضة اميركيا وأمميا، بالتوازي مع محطات تفاوضية بين الجهات المتحاربة، وواهم بالتالي من يراهن على ولادة قريبة لتسوية شاملة تنهي حالة العنف".

ولفت إلى ان ارتباط جبهة الجنوب بالحرب على غزة، "إن أكد شيئا، فعلى ان الانتخابات الرئاسية في لبنان لن تبصر النور قبل إبرام التسوية بين حماس وإسرائيل، الا اذا حصلت تطورات إيجابية متسارعة فرضت نفسها كمعجزة على الواقع الحالي، علما ان قرار انتخاب الرئيس من عدمه، بيد اللبنانيين لا غير، اذ لا يمكن لأي قوى إقليمية او دولية او محلية ان تفرض مشيئتها على مشيئة النواب اللبنانيين بانتخاب رئيس وفقا للقواعد الدستورية. لكن ما يجري بأسف شديد، هو ان كلمة الفصل في هذا المقام تعود لورم سرطاني خبيث الا وهو التبعية والانتماء للخارج".

وردا على سؤال أكد رياشي ان "الرئيس العتيد للبنان، لن يكون رئيسا ممانعا نتيجة التسوية المرتقبة، بل سيأتي نتيجة توافق داخلي على شخصية وسطية، انما قادرة على عقد مؤتمرات دولية لتأمين الأموال والمساعدات والاستثمارات بما يخرج لبنان من النفق الاقتصادي، ويحسن مستوى العملة الوطنية".