أشار رئيس الكنيسة الانجيلية في حلب القس ​ابراهيم نصير​ الى أن الأجواء في ​مدينة حلب​ باتت أكثر أمانا بعد تحرير القسم الشرقي منها، لافتا الى انّه في الايام الماضية تم استهداف حلب الجديدة بقذيفة تم اطلاقها من حي الزهراء في الريف الملاصق للمدينة وحيث يتواجد المسلحون كما في الراشدين 4 و5.

واعتبر نصير في حديث لـ"النشرة" أنّه وعلى الرغم من ذلك، فان "تزامن تحرير حلب مع عيد الميلاد المجيد، جعل الكثيرين يربطون بين خلاص المدينة وولادة السيد المخلص"، مذكرا بأنّه "عندما وُلد المسيح تم قتل عدد كبير من الأطفال، وها هي قوة هيرودوس المتسلّطة لا تزال موجودة ومتمثلة بقوى الغرب التي تنتهك مقدرات بلدنا والانسان فيه".

تعميم ثقافة المصالحة

ولفت نصير الى ان "المشاهد التي نراها اليوم في حلب تشبه الى حد كبير مشهد ولادة ​السيد المسيح​ الذي لم يكن له موضع عندما ولد، وكذلك اليوم كثيرون لا يمتلكون موضعا، وهنا واجبنا كمسيحيين أن نعمل بقوة الرجاء ونور المحبة لمساعدة بعضنا البعض، ونكون رسل سلام".

واضاف: "نحن زرنا في الايام الماضية القسم الشرقي من المدينة وللأسف فان الارهاب ترك بصمته عليه، ويمكن القول انّه مدمّر بالكامل".

وحيّا نصير "الشهداء الذين سقطوا على مذبح الوطن لنحيا نحن بسلام وكرامة"، قائلا: "نحن لا نريد أن نفرح بل أن نزرع الفرح حولنا... نحن اليوم لا نبحث عن السلام، بل نحاول ان نصنع السلام وتعميم ثقافة المصالحة بين الناس".

معاناة كبيرة

وأوضح نصير أن "الدولة السورية بالتعاون مع الجمعيات الخيرية الاسلامية والمسيحية قامت بجهود جبارة لتأمين مراكز ايواء لسكان القسم الشرقي الذين لجأوا الى القسم الغربي من حلب، متحدثا عن "معاناة كبيرة نحاول التخفيف من آثارها".

وردا على سؤال، أشار الى ان "المياه متوفرة لكن الكهرباء مقطوعة ويتم الاعتماد على المولدات الكهربائية بشكل كليّ ما يشكل عبئا كبيرا جدا على المواطنين"، لافتا الى ان "المسلّحين هم من يمنعون الكهرباء عن المدينة ويقطعون خطوط الامداد من سد الفرات وسد تشرين". وتابع: "المواد الغذائية متوفرة ولكن بأسعار باهظة جدا نتيجة تقلص القدرة الشرائية لليرة السورية".

استراتيجية للمواجهة

وشدد نصير على أنّه وفي زمن الميلاد، "يجب أن نسعى أولا لاعادة اعمار البشر قبل الحجر من خلال تعميم ثقافة صحيحة عن الله والانسان"، لافتا الى ان "تحرير حلب ليس انتصارا للدولة السورية بقدر ما هو انتصار للحق والخير والايمان على التخلّف، وانتصار لثقافة المياه والخصوبة على ثقافة الرمل والبادية".

وأكّد نصير على ان "ما قبل تحرير حلب لن يكون كما بعده"، وأضاف: "لدينا ثقة ب​الجيش السوري​، وبغضّ النظر كم ستطول الحرب، لكن الاهم اننا نمتلك استراتيجية لمواجهة الارهاب". وتوجه برسالة للمسيحيين قائلا: "كونوا نجوما تقود للخلاص وملائكة تهلل للسلام والفرح".