خبرٌ كاذب أشعل حربا نووية! أُطلِقت اوّل قنبلة منذ يومين عبر تويتر؛ من وزير الدفاع الباكستاني خواجه آصف الذي هدد اسرائيل بقصفها نووياً.
الخبرُ نشره موقع "ايه دبليو دي نيوز" وتناول تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشيه يعالون لباكستان؛ بشن هجوم نووي عليها في حال أرسلت قوات عسكرية إلى سوريا.
نفت اسرائيل الخبر؛ صمتت باكستان.
ما حصل أبعد من تغريدة "تويتر" ويستدعي التوقف عند المحطات التالية:
أوّلاً: بحسب تقارير دولية لمراكز دراسات سياسية وعسكرية عدّة؛ لا لبس أن باكستان متجهة لأن تصبح ثالث قوة نووية بعد أميركا وروسيا. تتصاعد قدرتها الإنتاجية بشكل متسارع وهي تصنع حوالي 20 رأساً نووياً سنوياً بحسب ما ورد في تقرير مركزي الدراسات الأميركيين "كارنيغي" و"ستيمسون"، كما تقدر ترسانتها النووية بأكثر مِن 120 سلاحاً.
ثانياً: لإسرائيل أسلحة نووية وبيولوجية بأنظمة مختلفة وأعداد لا تُعرف بدقة؛ لعدم وجود إحصاءات رسمية. بيدَ أنّ تسريبات أكّدت أنها تصنّعها محلياً في صحراء النقب جنوبي ديمونة.
تملك اسرائيل الّتي تتكتّم على أسلحتها، بحسب تقديرات بعض المراقبين أكثر من 75 سلاحاً نووياً؛ ما حدا بمكتب التقييم التكنولوجي في الكونغرس الأميركي بإدراجها على لائحة الدول التي تملك قدرات خوض حرب كيماوية وبيولوجية.
ثالثاً: العلاقات الباكستانية الإسرائيلية مقطوعة دبلوماسيا ومتوجّسة سياسيا، رغم التقارب الباكستاني الأميركي في حقبات عدّة ومحاولة التطبيع قي عهد برويز مشرف وبعده. في الأساس، باكستان تدعو لإقامة دولة فلسطينية وتؤمن بحق الشعب الفلسطيني بالعودة واستعادة أراضيه.
اتهمت اسرائيل باكستان بأنّها تصدّر التقنيات النووية إلى ايران. بالمقابل، العلاقات الإسرائيلية الهندية وطيدة والهند تملك حوالي 100 سلاح نووي.
رابعاً: تتوطد العلاقات الباكستانية-السعودية ما أقلق الإدارة الأميركية وأزعج اسرائيل التي تعتبر أن أي تقوية لموقع باكستان السياسي في المنطقة قد يسبب لها خطرًا أمنيًّا. أمّا باكستان فهي تسعى لتعزيز موقعها السياسي والعسكري فهي تواجه خطرين: الهند واسرائيل.
في مقلب آخر، إنّ التعاون العسكري الأميركي الباكستاني واسع النطاق وقد شاركت باكستان في مناورات "العلم الأحمر" الجويّة في قاعدة نيليس الجويّة في ولاية نيفادا الأميركية.
في خلاصة الواقع، إنّ باكستان تعي تماماً نية وسعي اسرائيل لإضعافها؛ بالحرب مع الهند، بالتطبيع، أو بتدمير ترسانتها النووية. مَن غرّد بالتهديد هو وزير دفاع وليس مهووس "تويتر" كما حاول البعض تسخيف المشهد لإضعاف الموقف. فالحرب الباردة تتقنها باكستان تماما كإتقانها تصنيع الأسلحة النووية.
إنّ هذا التوقيت للتهديد، وجعل سوريا المفتاح السببي له أتى رسالة من باكستان لبعض الدول العربية بالتذكير أنها الردع الإسلامي النووي لهم وبالتالي إنّ الإنبطاح تجاه اسرائيل وسياستها حيال سوريا لن يجدي لهم نفعاً وجودياً.
أسئلة محورية: هل تدخل باكستان الحرب السورية بزخم وترسل قواتاً لمساندة محور المقاومة عسكرياً؟ هل ما حصل تسريب استخباراتي يلمح بكشف حقائق حول ارتباط المنظمات الإرهابية في سوريا باسرائيل؟ ماذا لو فعلاً اندلعت الحرب النووية بين البلدين؟.
صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الأمم المتحدة نادٍ يجتمع فيه الجميع ويقضون أوقاتا ممتعة. هذا اعتراف مهم بفشل الأمم المتحدة. من هو ضابط إيقاع السلم العالمي اليوم؟ لا شكّ أنّ العام المقبل يحمل الكثير من التطورات السياسية الدولية و الإقليمية والمحلية. تغيّر ميزان القوى.