أكد بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام في كلمة له خلال الاجتماع السنوي لمجلس البطاركة والمطارنة الكاثوليك في مصر، في منطقة المعادي – القاهرة، أن "كيفية فهم سر التجسد كدعوة إلى الوحدة هو أساس وحدتنا في هذا المجلس، وحدتنا المسيحية، وحدتنا الوطنية، ووحدتنا العالمية".

وعبر البطريرك لحام عن "كيفية تركيبة وحدة الإنسان الألوهية والإنسانية معا. كما ركز حول هذه العبارة: "عندما يفقد الإنسان ألوهيته، يفقد إنسانيته"، مشيراً الى أن "هذه العبارة تختصر معاني التجسد لأن المسيح أراد أن يجمع بين الألوهية والبشرية في ذاته، وهذا يعني وحدة الإنسان، وحدة البشرية، وحدة الإنسان مع الله خالقه".

ولفت الى أن "إذن، يصبح الميلاد برنامج عمل لنا كمسيحيين مشرقيين. لان المسيح ولد في فلسطين، والمسيحية ولدت في سوريا... كلنا نشعر بالخطر الداهم الذي يهدد حضورنا المسيحي في هذا الشرق، لاسيما بسبب الحروب والأزمات: الصراع الفلسطيني الإسرائيلي - الحروب في العراق وسوريا - الأزمات في مصر والأردن وفي البلاد العربية عموما، فكيف نحافظ على الحضور المسيحي في أرض الميلاد: حيث المسيح ولد في فلسطين وفي مصر حيث هرب المسيح طفلا، وفي هذا الشرق حيث انتشرت المسيحية منذ السنوات والعصور الأولى حتى الجزيرة العربية وقطر والبحرين، وحتى الهند والصين شرقا وحتى أقاصي الغرب.... فالمحافظة على مسيحيي الشرق اليوم هو هاجسنا كلنا، والمحافظة على هذا القطيع الصغير يكمن: من خلال الدور الكبير الذي يقوم به كل فرد للمحافظة على وجوده ووجود المسيحية في هذا الشرق، مهدها، حيث ولد السيد المسيح، ومن خلال اقتناعه بأن عليه أن يكون، في هذا المجتمع، نورا وملحا وخميرة. وهذا هو التحدي الكبير في عملنا الرعوي، ولا مستقبل للمسيحية في الشرق خارج عن يقظتها وواعيها لأهمية وجودها ودورها فيه".

واستمع المجتمعون لتقارير متنوعة تخص الكنيسة، وقد ترأس هذا الاجتماع البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك وحضره أيضا ممثل السفير البابوي في مصر والعديد من الأساقفة الكاثوليك المنتمين لكنائس مختلفة.