تعرّض بنك الاعتماد اللبناني على اوتوستراد السيد هادي نصرالله في الضاحية الجنوبية لبيروت ظهر اليوم لعملية سطو مسلح فاشلة، أدت لمقتل واحد من السارقين، والقاء القبض على الآخر. واللافت في الموضوع أنها المرة الثالثة في أقل من شهر التي تتعرض فيها المصارف اللبنانية لعمليات سطو، والمرة الثانية في المدّة الزمنية عينها الذي يتعرض البنك نفسه في فرعين مختلفين لعملية السرقة.

وبعد السطو على مصرف الاعتماد اللبناني بمنطقة المكلّس، ومصرف سوسييتيه جنرال على طريق صيدا عند مفرق كفرشيما، تمكنت ​القوى الأمنية​ اليوم من احباط عملية السطو في الفرع المذكور لبنك الاعتماد اللبناني.

وفي التفاصيل، يروي الشاب محمد نجدي لـ"النشرة"، والذي كان متواجداً في أحد المطاعم المقابلة للمصرف، أنه "قرابة الساعة الواحدة والنصف، وأثناء تواجدي في المطعم، سمعنا صوت صراخ قادم من داخل المصرف، وبعد لحظات خرج شخصين ملثمين من المصرف وحاولا ركوب دراجتهما النارية إلا انهما فشلا في تشغيلها، وتزامن ذلك مع وصول دورية لقوى الأمن الداخلي حيث جرى تبادل لاطلاق النار وسقط أحدهما قتيلاً، وحاول الآخر الهروب الا ان القوى الامنية تمكنت من القاء القبض عليه".

وأدى سماع صوت اطلاق النار إلى تجمهر المواطنين بالقرب من موقع الحادثة، وسرعان ما وصلت آليات الجيش التي ضربت طوقاً أمنياً كبيراً بالمشاركة مع قوى الأمن الداخلي، فتمّ ابعاد المواطنين لمسافة 50 م. عن مدخل المصرف.

وفي هذا السياق، تروي مصادر أمنية عبر "النشرة" أن "السارقين، وهما "ع. ع. ز." من مواليد عام 1994 و"ح. ح. ش." من مواليد السنة عينها، دخلا الى بنك الاعتماد وتمكنا بتهديد السلاح من الوصول الى الخزنة الموجودة داخل المصرف وسحب ما فيها من الاموال ووضعها في كيس كان بحوزتهما، وعند خروجهما من البنك حصل عطل ميكانيكي في دراجتهما النارية، وفي نفس اللحظات وصلت دوريّة من قوى الامن الداخلي واشتبكت مع السارقين، فتعرض "ع. ع. ز." لإصابة خطرة أسفل رقبته نقل على اثرها الى المستشفى وتوفي فيما بعد، وتم توقيف السارق الاخر "ح. ح. ش." مع كيس الاموال"، لافتة إلى أن "حضور دورية القوى الأمنية كان نتيجة اتصال هاتفي تلقته عند دخول السارقين إلى المصرف وتمكنت بالاسراع في الوصول إلى مكان الحادثة"، ومشيرة إلى أن "استخدام السارقين للدراجة النارية في هذه العملية هو للتمكن من الهرب في ظل زحمة السير الخانقة التي يشهدها الأوتوستراد في هذا الوقت من النهار، الا ان جهوزية القوى الأمنية في مخفر الرويس القريب من مكان الحادث، و"سوء حظ" السارقين أدى إلى فشل العملية".

بالمقابل يؤكد المصدر أن "القوى الأمنية ستتابع بدقة ما يجري من عمليات سرقة للمصارف والتي باتت كثيرة في الآونة الأخيرة"، لافتة إلى انها "تعطي الأهميّة القصوى لهذا الملف لما له من تأثيرات وتداعيات كبيرة".

وإذ يعتبر المصدر أن "فشل هذه العملية سيؤدي إلى كبح عصابات السطو"، يشير الى ان "التحقيقات جارية ومستمرة، والتحقيق مع الموقوف "ح. ح. ش." سيوصلنا بالتأكيد إلى خيوط لباقي العصابات"، ومشددا على ان "القوى الأمنية ستعمل على توقيف عصابات سرقة المصارف، تماما كما اوقفت سابقا عصابات سرقة الاموال، فمصير اللصوص سيكون نفسه".

ثلاث عمليات سرقة في أقل من شهر، فإلى متى ستنتظر البنوك بالتعاون مع القوى الأمنية للتحرّك لحماية الموظفين والمواطنين المتواجدين داخل المصارف وحوله، وحماية هذا القطاع من هذه العمليات؟