مع بداية العام الجديد، لم تنته أزمة ​النفايات​ في منطقة النبطية التي مضى عليها أكثر من شهرين، حيث لم تنجح الجهود بالوصول إلى حل جذري بل اقتصرت المعالجة على ترقيعات، منها زيادة المكبات العشوائية، في حين تتجه الأنظار إلى بلدية النبطية التي تنوي انشاء معمل لفرز النفايات، بعد أن بدأت بالفرز من المصدر كخطوة أولى على طريق الحل، في وقت يقف اتحاد بلديات الشقيف عاجزاً عن إعادة تشغيل معمل فرز النفايات في الكفور، الذي كلف تشغيله 3 ملايين يورو كهبة من الاتحاد الأوروبي ووزارة التنمية الادارية برئاسة الوزير السابق نبيل دو فريج.

وبحسب مصدر مطّلع على الأزمة، فإنّ ما حصل في المعمل يعود لإخلال الملتزم بدفتر وشروط المناقصة، حيث أن نسبة العوادم يجب أن تكون أقل من 10 بالمئة، بينما تصل مع كل عملية فرز الى 46 طناً، ما جعلها تتراكم في محيط المعمل الى أن وصل به الأمر لعدم القدرة على العمل، بالإضافة إلى عدم إنشاء مطمر صحي للعوادم على العقار 1117 في الكفور.

وردّا على سؤال عن كيفية التخفيف من أزمة تكدّس القُمامة في النبطية، أوضح مصدر عبر "النشرة"، أن بلدية النبطية عمدت الى تصريف كميّة منها في معمل صيدا مقابل بدل مادي، وتوزيع كميّات أخرى على مكبّات للبلدات المحيطة بالمدينة، مشيراً الى أن البلدية تدرس إقامة معمل للفرز خاص بالنبطية وهي قطعت شوطاً في هذا المجال، مؤكداً أن بلدية زبدين، التي تملك معملاً منذ ما قبل الأزمةـ لم تتأثر بخلفيات ونتائج ما حصل، ملاحظاً أن البلديات التابعة للاتحاد والتي تملك أراضٍ أو مشاعات اقامت مكبّات ظرفيّة، بعدما عمد الأهالي الى احراق النفايات في الشوارع أو الساحات العامة أو تجميعها بأكياس ووضعها في مناطق موقتة.

من جانبه، لفت رئيس بلدية زوطر الغربية ​حسن عز الدين​، في حديث لـ"النشرة"، الى أن الحل يكمن باستبدال الشركة المشغلّة ل​معمل الكفور​ بأخرى، وتشديد الرقابة على عملها واقامة مطمر صحي للعوادم، بالإضافة الى تعميم ثقافة الفرز من المصدر التي اعتمدتها بعض البلديات، لأن الترقيع سيؤدّي الى الوقوع في المحظور وانتاج أزمة كل فترة.

بدوره، أكد المسؤول الاعلامي للقاء الأندية والجمعيات المدنية في النبطية يوسف نصّار، في حديث لـ"النشرة"، ضرورة تطبيق نص المبادرة التي وافق عليها رئيس اتحاد بلديات الشقيف محمد جابر، خلال الاجتماع في مكتب المحافظ محمود المولى، القاضية بانشاء ودعم معمل ثانٍ لمعالجة النفايات خاص بالنبطية، الأمر الذي من شأنه تخفيف الضغط عن معمل الكفور وقرى وبلدات المنطقة، موضحاً أن المطلوب من الاتحاد اعتماد استراتيجية الفرز من المصدر بشكل عاجل، واعادة افتتاح معمل الكفور وتشغيله باشراف البلدية والحراك الشعبي في البلدة وفعالياتها، على أن يستقبل النفايات المفرزة فقط مع مراقبة وتنظيم اداري لضبط العملية، بالإضافة إلى اقامة مطامر أولية على أساس المحاور"3 أو 5 قرى" للعوادم، وتشكيل لجنة فنية تضم خبيراً بيئياً ومجموعة من التقنيين للإشراف على تشغيل المعمل ومراقبة الشركات المشغلة للالتزام بكافة بنود العقود المبرمة، وملاحقة المتورطين وكشف شبكات الفساد والمستفيدين.