دعت جمعية "الجنوبيون الخضر" إلى "الحفاظ على الإرث الطبيعي والتنوع البيولوجي الفريد الذي يتمتع به وادي ​زبقين​ - صور"، موضحة ان "وادي العزية - زبقين وشعابه يشكل آخر المواقع الحرجية التي تتمتع بمنظومة بيئية متكاملة ومستقرة وفرها تواصله واتساعه، وهي مواصفات غير متوافرة في أي موقع آخر، وتشكل أحراج الوادي من البطم والسنديان والخرنوب والصنوبر والغار بقايا غابات الحوض المتوسطي القديمة، والتي يعود وجودها إلى مليوني عام وتؤرخ للتاريخ الطبيعي للساحل المتوسطي وللبنان."

ولفتت في بيان، الى انه "بحسب تقرير منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة عام 2010، فإنه لم يتبقَّ من أصل الغابات التي كانت تغطي تاريخيا مساحات شاسعة من لبنان سوى 13 بالمئة و10 بالمئة أراض حرجية مختلفة تتوزع على المناطق. وتراجعت نسبة الغطاء الحرجي في الجنوب إلى مساحة تعادل 15 بالمئة من إجمالي المساحة الحرجية. وتشكل أحراج الوادي وشعابه النسبة الكبرى من هذه الأحراج في منطقتي صور وبنت جبيل، وهي آخر المناطق الحرجية المتاخمة للخط الساحلي الجنوبي، وتشكل أحراج وادي العزية - القليلة - زبقين - ياطر - الصالحاني- رامية - بيت ليف - شيحين - مجدل زون رئة المنطقة وخزان مياهها والعيون التي تحافظ على قدر من التوازن البيئي والوفرة المائية فيها، وبالتالي يجب أن يشكل الحفاظ عليه أولوية، خصوصا مع تحديات التغير المناخي".

وأكدت انه من أهم أسباب غنى وحيوية هذه الغابات عوامل أساسية، مثل: التربة والينابيع والحيوانات اللاحمة، فضلا عن المناخ. أما أهم أسباب استمرارها فهو قلة التعديات النسبية والتدخل البشري. وتعمل هذه العناصر بشكل مترابط ومتوازن مع الغابة والتي تشكل بدورها عنصر استدامة هذه العناصر وأسباب حفظها. وبالتالي، فإن أي ضرر يلحق بالغابة نتيجة شق طريق، وهو ما يعني جرف نسبة من الأشجار وإدخال عامل تلوث هائل على الوادي سيؤدي إلى تدهور هذه العناصر في كامل المحيط.

واشارت الى ان "الغابة تشكل بتنوعها الذاكرة الحيوية للجنوب وجبل عامل وهو ما يفيد، مع إعلانها محمية، في عملية إكثار أنواع النباتات بعد دراسة وتصنيف ونقلها إلى المناطق الأخرى المشابهة التي تعاني تصحرا. كذلك يسهم في التوجيه الزراعي البيولوجي والعضوي ويفتح المنطقة على قطاعات زراعية إنتاجية جديدة مستدامة".

واعتبرت ان "إعلان الوادي محمية طبيعية على قطاع إنتاجي وخدماتي نام، ألا وهو السياحة البيئية التي ستسهم في إيجاد بنية إقتصادية محلية مستدامة مع حفظ موارد وإرث هذه المنطقة الطبيعي، وتفيد كامل سكان المنطقة وليس عددا محدودا وعلى حساب أهم الموارد الطبيعية في المنطقة، على ما سيحدث في حال شقت الطريق".

وأعلنت "رفضنا لمشروع الطريق المقترح"، داعية نواب المنطقة والمجالس البلدية للبلدات المطلة على الوادي والمتشاركه أرضه عقاريا إلى رفض هذا المشروع حفاظا على هذا الثروة الطبيعية الفريدة. كذلك ندعو الوزارات المختصة إلى إتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على الوادي وأحراجه وإعلانه محمية طبيعية وطنية".