رأى بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي اننا "في أيام أحوج ما نكون فيها إلى التكاتف ولو بكسرة خبز. نحن شعب أنطاكي واحد نثره الله على هذه البسيطة لكن قلبه يبقى عند إخوة له يستهدفون حتى برمق العيش وبكسرة الخبز. طوال هذه الأزمة التي تعصف بالشرق، حاولنا ككنيسة ونحاول دوما أن نؤمن كسرة الخبز لأحبائنا المترسخين في أرضهم، والمقاسين كل ويلات الحروب والدمار. نصلي ونعمل بكل ما أوتينا من قوة أن يصل رغيف الخبز إلى فم كل جائع ونأمل ونيقن أن كافة أبنائنا في الوطن والانتشار عارفون أن الأيام الصعبة تستلزم منهم ومنا جميعا أن نوفر لقمة العيش لنطعم بها جارا أو قريبا أو مهجرا أو أهلا راسخين في الأرض الأولى، وتحت التينة الأولى والزيتونة الأولى في بلاد الوطن".
وفي الرسالة التي وجهها الى رعاة الكنيسة الأنطاكية المقدسة وأبناء الكنيسة لمناسبة الصوم، أكد ان "واجبنا هو أن نكون إلى جانبهم مهما فصلت بيننا مسافات وأن نكون دوما ذراعا خيريا للكنيسة التي تصارع على كافة الصعد لتبقى ويبقى الوطن ببقاء أبنائه فيه رغم كل الأهوال. نداؤنا اليوم لكل أبنائنا في الوطن والانتشار: أنتم الكنيسة وبكم وحدكم نضمد جراح أهلنا الحاصلين في الضيق وخصوصا في هذه الأيام المباركة التي نقترب فيها من الصوم المقدس". وأضاف "صلاتنا جميعا قلبا واحدا وفما واحدا من أجل السلام في سوريا ووحدة ترابها والاستقرار في لبنان والحفاظ على ميثاقية العيش فيه. صلاتنا اليوم ودعوتنا إلى كل مراكز القرار في الدنيا. كفى بؤسا في هذا الشرق. نحن كمسيحيين ومع غيرنا نقاسي الحرب والإرهاب والتكفير ونقاسي مع إخوتنا من كل الأطياف والأديان كل أصناف التمييز العنصري. نحن نقاسي إرهابا وخطفا ومحو أوابد حضارة أولى. نحن نتوق إلى السلام ونسعى ونريد وعاقدون كل عزمنا أن نبقى في أوطاننا ويبقى إنساننا في أرضه. ومن يبتغي الخير لهذه الديار فما عليه إلا أن يساعد الناس على البقاء في بيوتهم وأرضهم ليهنأوا بالسلام".
من جهة أخرى، أشار إلى انه "لا يسعنا اليوم ألا نضع في أسماع العالم والمجتمع الدولي ومن جديد قضية مطراني حلب يوحنا إبراهيم وبولس يازجي المخطوفين منذ ما يقارب الأربعة أعوام. إن قضيتهم وقضيتنا هي محك الحق في دنيا الباطل والمصالح. وموقفنا اليوم هو ذاته قبلا: إذا كان المقصود من خطف المطارنة هز انتمائنا إلى هذه الأرض فنقول ونؤكد أن الشرق الأوسط هو مهبط المسيحية على هذه الأرض ووجه المسيح لن يغيب عن هذا الشرق ونحن من رحم هذه الأرض وباقون فيها إلى أن نلاقي وجه الخالق. وقضية المطرانين تختصر ولا تختزل مأساة كل المخطوفين والمأسورين"، داعيا إلى "إطلاق المطرانين المخطوفين وكل مخطوف وإغلاق قضيتهما التي تدخل عامها الرابع وسط صمت دولي مطبق".