عقد الاسبوع الماضي في البحر الميت مؤتمر تحضيري للقمة العربية قي دورتها الثامنة والعشرين في الأردن بحضور مندوبين عن الدول الاعضاء باستثناء سوريا التي ما زالت عضويتها معلقة.

ومن المتوقع ان يحضر عدد من رؤوساء الدول الذين تغيبوا عن قمة موريتانيا مثل الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي، كما من الممكن ان يغيب عن هذه القمة سلطان عمان قابوس بن سعيد، والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقه، ورئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد لأسباب صحية.

وقالت مصادر دبلوماسية عربية ان القمة ستركز اهتمامها على التزام الدول العربية بالتصدي للتهديدات التي تواجه الامن القومي العربي، وتأكيد مركزية القضية الفلسطينية والازمة السورية والاوضاع في العراق وليبيا ومحاربة التطرّف والارهاب .

في السياق ذاته، لفتت مصادر رسمية لبنانية مواكبة للأعمال التحضيرية للقمة إلى انها ستكون فرصة كي يؤكد الوفد اللبناني برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على الامور التالية:

1-عودة لبنان الواحد الموحد وانتظام عمل مؤسساته الدستورية.

2-تأكيد المطالَب التقليدية على العمل العربي المشترك وعلى كيفيّة محاربة الارهاب، والوضع في سوريا والعراق، والقضية الفلسطينية، وملفّ النازحين السوريين، والملفّ الاقتصادي.

واشارت المصادر الى ان العماد عون سيركز على ضرورة تقديم المساعدات للبنان بخصوص النازحين السوريين، الذين وصل عددهم الى ما يزيد عن مليون وستمئة الف نازح، بعد ان خفّضت الامم المتحدة مساعداتها في هذا السياق.

اما لجهة الملف الفلسطيني، فتوقعت المصادر ان تعلن القمة العربية رفضها لنقل السفارة الاميركيّة من تل ابيب الى القدس، وإعادة اطلاق مباحثات جادة وفاعلة لحل الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقّلة قابلة للحياة بأمن وسلام جنبا الى جنب اسرائيل على حدود الرابع من حزيران 1967.

وقالت المصادر، ان لبنان وفي حال تمّ التطرق الى وضع المخيمات الفلسطينية في سياق الكلام عن الوضع الفلسطيني في محادثاته الجانبيّة، فإنه سيصر على تسليم 128 متهما بأعمال ارهابيّة يقطنون هذه المخيمات، وانه على السلطة الفلسطينيّة القيام بهذه المهمة، لأنّ من غير الطبيعي استمرار الاقتتال داخل هذه البؤر الأمنيّة الّتي تأوي ارهابيين وخارجين عن القانون وتضرب الامن الوطني اللبناني وتجرّ الويلات على سكان المخيم.

اما في الملف السوري، فلا تتوقع المصادر ان تتمكن القمة من احراز تقدم في هذا الخصوص، نظرا للخلافات بين عدد من الدول الاعضاء، حيث يرى البعض ان لا حل بوجود الرئيس السوري بشّار الاسد، في حين أن البعض الآخر يريد حلا سياسيا للازمة حتى بوجود الاسد، مشيرة الى ان جزءًا من المجتمع الدولي لا يزال يتعامل مع النظام الحالي، وقد ظهر هذا الموقف جليًّا في رفض العقوبات على سوريا مؤخرا من قبل روسيا والصين.

وتوقعت المصادر ألاّ يتعدى الموقف من سوريا سوى أخذ العلم، وان لبنان لن يخرج عن الاجماع العربي في هذا السياق، اما اذا حصل انقسام في القمّة حول هذا الملفّ فمن الطبيعي أن ينأى لبنان بنفسه عن الخلافات العربية .

وأملت المصادر اللبنانية ان تتوصل القمة العربية الى اتفاق حول عمل مشترك لمكافحة ظاهرة الارهاب، التي باتت تهدد الدول الاعضاء في الجامعة العربية، في ظل دعم أوروبي، وان القمة لا بد وان تتلقّف مليًّا كلام الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب حيال تعهّده مع الدول العربية لمواجهة هذا الارهاب .

وخلصت المصادر، الى القول أنّ من غير الواضح بعد ما اذا كانت القمة العربية ستعود الى البحث في قضيّة وضع "حزب الله" على قائمة الاٍرهاب، مشددة على ان لبنان سيعارض بشدّة مثل هذا التوجه في حال طرحه.