أكد مستشار وزير التربية ​أنور ضو​ في كلمة له خلال إحتفال تكريمي للهيئات التعليمية أقامته بلدية شحيم بمناسبة عيد المعلم، أنه "حملني الوزير مروان حماده اليكم كل تحياته ومحبته، للأسف حالت جلسة مجلس الوزراء دون تمكنه من حضور هذا الإحتفال. منذ إقرأ الرسالة النبوية، حتى اليوم، كانت هذه الرسالة مصدرا روحيا واشعاعا، رسالة العلم والوعي والنور التي حملها الأنبياء والفلاسفة والحكماء، وكانوا كلهم معلمين، حملوا رسالة المعرفة والوعي، وزرعوا بذور التحرر، حاربوا جحافل الجهل، وكانوا صناع المستقبل، لذلك لا يستطيع احد ان يبعد المعلم عن الرسالة، ولا يبعد الرسالة عن المعلم، فالمعلم والرسالة صنوان لا يفترقان. مبروك عيد المعلم، تحية للمعلمين في هذا العيد، تحية خاصة لمعلمي الاقليم، فأنا قد عرفتهم في مراحل ثلاث: الأولى، هم علمونا، نحن في الشوف الأعلى تعلمنا على يد ابناء اقليم الخروب، كانوا يذهبون الينا كل يوم بكل اصرار وارادة واندفاع، لينشروا العلم في كل المدارس التي علموا فيها، وكنت انا واحدا من تلامذتهم، ثم اصبحنا زملاء، وعلمنا معا في مرحلة التعليم الإبتدائي والثانوي، وكانوا من خيرة الزملاء والمربين والأصدقاء. والمرحلة الثانية التي عرفتهم فيها عن كثب، عندما اشتعلت الحرب، وغابت الدولة، وانشأ وليد جنبلاط الإدارة المدنية للإهتمام بشؤون الناس، كان معلمو الاقليم في المقدمة، كانوا لا يبالون بالصعاب وبالنار وبالحرب ولم يترددوا يوما عن حمل الرسالة في تلك الظروف الصعبة. ثم بعدما انتهت الحرب وبدأ بناء الدولة لم يتخلفوا ايضا، ونشهد اليوم على هذه النهضة التربوية والعلمية الكبيرة في الاقليم في هذه المدارس التي تخرج خيرة الطلاب وخيرة رجالات الوطن، فتحية لأبناء الاقليم وتحية لزملائي المعلمين".

وأشار الى أنه "منذ كمال جنبلاط وحتى مروان حماده، قدرنا في وزارة التربية ان نمر مرورا سريعا، فكمال جنبلاط عام 1962، لم يستطيعوا ان يتحملوه، فإستقالت الحكومة، وفي اول اسباب الإستقالة ان يتخلصوا من كمال جنبلاط في وزارة التربية، لأنه حمل لواء المدرسة الرسمية وعمم الثانويات الرسمية على المناطق اللبنانية، لأنه ارتأى ان التعليم الرسمي هو الذي يجمع اللبنانيين ويوحد في ما بينهم، وان الجامعة اللبنانية هي المصدر الذي يلتقي فيه اللبنانيون والمعلمون ويتوحدون، لم يستطيعوا تحمل افكاره، فإستقالت الحكومة. ومع مروان حماده اليوم المرحلة قصيرة، نحن مع المدرسة الرسمية، ومع التعليم بشكل عام، ولكن مع المدرسة الرسمية بشكل خاص، وسيسعى الوزير حماده لأنه يحمل افكار كمال جنبلاط، سيسعى ونسعى معه الى ان نقدم ما امكننا الى هذه المدرسة. واقول ان اولى الأمور التي بدأنا بمعالجتها هي عمدة المدرسة الذي هو المعلم، فتعاونا مع الكتل النيابية- الدكتور محمد الحجار احد الذين تعاونوا بهذا الموضوع بشكل بارز- لحل مشكلة الفائض في التعليم الثانوي، وأعتقد ان هذا الموضوع بات على طريق الحل. الآن شكلت لجنتان، واحدة للإهتمام بالمتعاقدين في موضوع التعليم الأساسي من اجل ادخالهم في الملاك، والثانية من اجل ادخال معلمي التعليم المهني الى الملاك، فهؤلاء الذين منذ عشرين سنة لم تجر اية مباراة لإدخالهم في الملاك".

وتناول موضوع سلسلة الرتب والرواتب، أوضح "اننا في "الحزب التقدمي الاشتراكي" مع سلسلة الرتب والرواتب، شرط ألا تكون سلسلة على المواطن، وأن تخنق أنفاسه. السلسلة يجب ألا تكون من جيوب الفقراء، يجب أن تؤمن لها الموارد لكي لا تؤثر على الموارد الوطنية وعلى الإقتصاد الوطني، ويجب ألا تكون من جيوب الفقراء. ونتابع في المجلس النيابي حاليا لكي لا تطال الضرائب الفقراء، ولكي تكون السلسلة. عسى ان يبشر وزير التربية في عيد المعلم بمطلب تاريخي للمعلمين لم يستطيعوا ان ينالوه، هو بيت المعلم، فأعتقد انه سيكون هناك بشرى من هذا النوع".

وبالنسبة الى ترميم المدارس والمباني، لفت الى انه "في اوائل العمل في الوزارة علمت ان الوزير حول لائحة للترميم، وهي لائحة قديمة من الوزير السابق. وتيمور جنبلاط حضر ملفا للاقليم والشوف الأعلى وعاليه وكل المناطق حول الحاجات الفعلية، فقلت للوزير ان لدينا ملفا كبيرا، فأجابني ان هناك 35 مدرسة بينها حوالي 10 مدارس من التي تطلبها أنت، واستطعت ان اغير بمدرسة واحدة، فأضفت مجمع شحيم للمدارس. اننا سنتابع من خلال العلاقة مع الجهات المانحة بموضوع الترميم من خلال قرض ال100 مليون دولار، هناك 40% اعمار مدارس جديدة، عسى ان يكون للاقليم الحصة التي يستحقها، وهو يستحق الحصة الوازنة، هذا الاقليم، اقليم الوطنية والعروبة".

وشدد ضو على "أننا سنسعى لكي تتضمن مناهجنا محاربة للأمية القيمية بعدما غرقت مناهجنا بهذه التكنولوجيا التي تبعدنا شيئا فشيئا عن قيمنا. نريد ان تعيدنا مناهجنا الى عالم القيم الذي تميزنا به، والذي ساهم في بقائنا وصمودنا، رغم ان الحضارة الغربية فقدت وحدة العائلة والأسرة، وضاعت القيم في تلك البلاد. لذا علينا ان تكون مناهجنا مناهج للمستقبل، مناهج تفاعلية للعلم، ومناهج تحافظ على القيم، هذه القيم التي يتمتع بها الجبل ويتمتع بها لبنان. أحيي بلدية شحيم رئيسا وأعضاء على هذه المبادرة الكريمة في تكريم المعلمين، واريد ان اشير الى ان ثلثي العمل التربوي يقع على عاتق البلدية".