أشار الرّئيس العام للرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة الأباتي هادي محفوظ، خلال ترؤّسه قدّاسًا في كنيسة جامعة الروح القدس- الكسليك، عشيّة عيد العنصرة، إلى "أنّنا نتواجد في مكان جميل جدًّا، يرفعنا بسبب الرّوح الموجودة فيه، فنعلو فوق يوميّاتنا، لنكتشف الله وندخل في أسراره الكثيرة، ونسمح لروحه أن تقول لنا أن نبقى منتبهين ألّا نغرق في يوميّات ومشاغل وهموم، لا يستطيع أي إنسان أن ينجو منها".
وركّز في عظته، على أنّ "هذه الرّوح ترفعنا فوق اليوميّات ليس لنهرب منها، بل لنعود إليها بروح الله، وهكذا نفهم أكثر ما ورد في الإنجيل عندما حلّ روح الله على شكل ألسنة نار على الرُّسل، وبالتّالي عمّدهم بالرّوح، ليسيروا في الحياة اليوميّة حاملين قيمة الرّوح"، لافتًا إلى "أنّنا عندما ننظر إلى هذا الحدث، نعود آلاف السّنوات إلى الوراء، عندما ظهر الله على جبل سيناء لموسى، وهناك حصل أمر مشابه: رعد ونار".
وأكّد محفوظ أنّ "ربّنا هنا، وكل شخص يمكنه أن يسأل نفسه إلى أي مدى اكتشف الله ويشعر أنّ الرّوح موجودة في يوميّاته، وأنّ مبدأ الرّوح محرّك للعلاقة بين النّاس"، مشدّدًا على أنّ "تاريخ الخلاص يؤكّد لنا أنّ ربّنا معنا دائمًا". وأوضح أنّ "حياتنا مشبّعة من الله، ومشكلتنا عندما لا نشعر بالحضور الإلهي معنا".
واعتبر أنّ "المهم أن نهذّب أعمالنا وأن نتصرّف بطريقة فيها روح جميلة، وكيف نتعامل مع بعضنا البعض"، مشيرًا إلى أنّ "الرّوح الجماعيّة تمثّل بطريقة من الطّرق هذه الرّوح". وأضاف: "لغة التّفاهم بين النّاس هي لغة الرّوح، وكل شخص يجب أن يفحص نفسه، لا سيّما في مجتمع جامعي، ليعرف إلى أي درجة لغة الرّوح هي السّائدة بيننا. وهذا أمر أساسي يجب أن نبقى نعيشه، ونكمل على أساسه، لأنّ كلّ منّا يعيش بطريقته روح الله، ويحب أن نعزّزها".
كما أوضح أنّ "كل إنسان هو سرّ، وله اختباره الخاص، ويجب أن نحاول أن تكون لغة التّفاهم مع الآخر هي لغة الرّوح"، مبيّنًا أنّه "لا شك أنّكم في جامعة الرّوح القدس تحاولون تفعيل هذه اللّغة. ونحن نفتخر بهذه العائلة الجامعيّة الكبيرة، وبكل إخوتي الرّهبان، ونعرف أنّ عباءة الرّهبنة هي الّتي أسّست الجامعة وتديرها، وأعطت الكثير". وشدّد على أنّ "الرهبانيّة ترافق دائمًا هذه الجامعة في نبضها وروحها الّتي تواكب الجودة والرّسالة وخير كل إنسان، ومعًا بالرّوح القدس سنكمل الطّريق كما يجب".