علمت "الأخبار" أن مصرف "سيدروس إنفست بنك" تقدّم من مصرف لبنان بخطة تمتد على ثلاث سنوات، تهدف الى زيادة حجم "​سيدروس بنك​" التجاري، الذي أسّسه "سيدروس إنفست بنك" عام 2015 من خلال تملك "بنك ستاندرد تشارترد" في لبنان. وبحسب المعلومات الموثّقة، تتضمن هذه الخطة عناصر عدة، أبرزها زيادة فروع "سيدروس بنك" وزيادة موجوداته عبر اجتذاب نحو مليار دولار بالعملات الاجنبية الى ودائعه.

وتشرح الخطة أن تحقيق الاهداف المرسومة يستدعي إعطاء حوافز لجذب المودعين تتمثل في سعر فائدة وعمولات أعلى من السوق، وزيادة النفقات التشغيلية على الفروع. وتخلص الخطة الى نموذج حسابي يقدّر حجم الخسائر أو الاعباء التي ستترتب عليها بنحو 72 مليون دولار، وتطلب من مصرف لبنان توفير الدعم للخطة التوسعية عبر «هندسة» خاصة توفر أرباحاً استثنائية كافية لتغطية هذه الخسائر والارباح.

من جهتها، أوضحت مصادر مطلعة في المصرف لـ"الأخبار" أن البنك طلب "هندسة" خاصة كونه جلب أموالاً من الخارج لزيادة رأسماله، وتبلغ كلفة هذه الاموال نحو 15 بالمئة، وبالتالي هي أموال ستبقى في البلد على عكس الاموال التي جلبتها بنوك أخرى ووظّفتها في "الهندسة المالية" التي نفذها مصرف لبنان العام الماضي، ودرّت عوائد بنسبة 39 بالمئة. واعتبرت أن من حق البنك أن يطلب شموله بـ"الهندسة" ولا ضير في ذلك.

وبحسب مصادر قريبة من إدارة المصرف، فإنه طلب من المصرف المركزي تخصيصه بهندسة مالية مشابهة لتلك التي نفذها مصرف لبنان للهندسات المالية الأخيرة، أي الاستحواذ على سندات تحملها المصارف بقيمة بالمئة من سعرها الأصلي، مقابل أن تعمل المصارف على اجتذاب ودائع طازجة بالدولار. لكن الفرق بين الهندسات المنفذة وتلك التي يطلبها «سيدروس»، أن الأخير استقطب مبالغ طازجة بالدولار وضعها ضمن رأس ماله، ما أدّى إلى رفع نسبة ملاءة المصرف وتغطية المتطلبات المحاسبية الدولية وتغطية المؤونات المطلوبة منه والاستعداد لتنفيذ خطّة توسع وخطة تسويقية. ولم تأت هذه المبالغ إلى «سيدروس» في سياق الهندسات التي استفادت منها باقي المصارف، ولا سيما تلك التي استقطبت الودائع بالدولار من خلال منتجات مصرفية تضمنت تقاسم العوائد المحققة من الهندسة بين المصرف والزبون.

وبالتالي، رأت المصادر أن الفرق بين الاثنين هو أن الودائع التي جذبتها المصارف لها مدّة استحقاق هي عرضة للخروج من لبنان عند الاستحقاق وستؤدي إلى مفاعيل عكسية، أي تزخيم الطلب على الدولار خلافاً للدولارات التي استقطبها «سيدروس» ووضعها ضمن رأس ماله، فهي باقية ولن تخرج، وبالتالي تستحق الاستفادة من الهندسات أكثر من غيرها.