مقتطف: ذاكرة حرب المخيمات لم تمح ما جرى في برج البراجنة في المخيم ومحيطه، يدفع نحو هذه الحرب التي لا يريدها ابناء المنطقة ولكن شروطها تتحضر

لم تنطفىء نار مخيم عين الحلوة لتشتعل في محيط مخيم برج البراجنة، اشتباكات وقذائف وقنص وقتلى وجرحى بعض ما شهده مخيم برج البراجنة ومحيطه المتداخل فيه، احياء المخيم وابنيته متصلة بالاحياء المحيطة به في غابة من الابنية المتلاصقة بشكل لا يمكن تقبله، ذلك ان فوضى العمران داخل المخيم وخارجه جعلت الابنية متداخلة فيما بينها بطريقة فوضوية وقاتلة. الاشتباك بدأ من المخالفات في البناء كما صار معروفا بين عائلتين واحدة فلسطينية واخرى لبنانية، وهو متوقع بسبب تراخي الاجهزة الامنية حيال المخالفات كما يظهر لأي مار من قرب المخيم او محيطه، لكن ما لا نفهمه هو كيف امتدت الاشتباكات لساعات، تتوقف ثم تعاود الانفجار، ما يتيح الذهاب نحو تبني مقولة ان المر يتجاوز خلافا عائليا، وربما ثمة من يريد توجيه رسالة سياسية امنية سواء الى داخل المخيم او نحو خارجه او الاثنين معاً.

ما لم يعد مقبولا اليوم اذا صحّ ان الاشتباك عائلي لا سياسي، هو حجم انتشار السلاح ونوعيته في مناطق يسكنها البؤس، والفقر المدقع، وكثافة النيران التي طالت مساحة واسعة امتدت الى احياء في الضاحية الجنوبية ومحيط المطار، وهذا ما يطرح بقوة المغزى من السكوت على انتشار السلاح، فاذا كان اصحابه هم من العصابات والمافيات، فهذا سؤال برسم الحكومة واجهزتها العسكرية والأمنية، واذا كان سلاحا مقاوما كما درجت العادة لتغطية بعض الجماعات المسلحة اللبنانية او الفلسطينية، فهذا سؤال موجه لحماة سلاح المقاومة ودعاته في الاتجاهين اللبناني والفلسطيني، هل وظيفة سلاح المقاومة حصد ارواح المدنيين ام وظيفته تحرير الاراضي المحتلة سواء في لبنان او فلسطين؟

ما يثير الرعب في برج البراجنة ان نكون ام مجزرة جديدة لبنانية فلسطينية، بمؤامرة مدبرة او بلا مؤامرة، اذ يكفي وجود هذا الكم من السلاح الذي ظهر امام الجميع بعد ظهر الجمعة 10 اذار في محيط مخيم برج البراجنة، لنقول ان وقوع مثل هذه المجزرة هي اكثر من ممكنة مهما كانت مواقف الاطراف الفلسطينية او اللبنانية التي تعلن رفضها لأي اقتتال. المسألة ان فوضى السلاح والسكوت عليه لم يعد مجرد رد فعل عفوي من قبل السلطات اللبنانية المسؤولة، السكوت هو دعوة غير معلنة للاقتتال، وثمة اكثر من طرف يحب ان يرى حرب مخيمات جديدة فشلت محاولة اشعالها في عين الحلوة وتجري محاولة انضاجها في مخيم برج البراجنة.