تظهر وثيقة، نشرها موقع censoo.com أنّ ​وكالة الأمن القومي الأميركية​ اخترقت منذ فترة طويلة سنترالات ​أوجيرو​، وتمكنت من التجسس على الداتا الصادرة من لبنان وتصفيتها ومعالجتها. لا توضح هذه الوثيقة إذا كان مصدر هذه القدرة ناتجاً من برنامج معلوماتية أو أجهزة تكنولوجية متطورة أو مزيج من الاثنين تحت اختصار "هامركس"، إلا أنها تؤكّد أن التجسس عبر "أوجيرو" أتاح لها تصفية داتا بحجم 100 ميغابيت، خاصة بما تزعم أنه "الوحدة 1800" في حزب الله.

هذه الوثيقة مؤرّخة في 24 نيسان 2013 بعنوان برنامج "سيغينت ديفلوبمنت سوبورت II ــ قراءة برنامج الإدارة". الوثيقة مختومة بشعار وكالة الأمن القومي الأميركي في داخلها كلمة "SIGDEV"، أي إن هذه الوثيقة عرضت في مؤتمر SIGDEV الذي يحضره ممثلون عن وكالة الاستخبارات الأميركية حول العالم. ويتضمن المؤتمر محاضرات وورش عمل واجتماعات ضمن طاولة دائرية وسواها، حول قضايا استخباراتية وتطورات التكنولوجيا في هذا المجال، وهو يعقد منذ سنوات عديدة في إطار برنامجSIGNIT" Development Support" الذي يحمل أكثر من نسخة اختصاراً لعبارة "تطوير أنظمة الدفاع العسكرية لاستخبارات الإشارة".

بتاريخ نشر هذه الوثيقة، أي في نيسان 2013، كان عمر المؤتمر تسع سنوات، وقد ذيّلت الوثيقة بعبارة "سري جداً"، مع أنها عبارة عن ورقة معدّة لمحاضرة خاصة شاركت فيها شركة "بوز ألن هاملتون". الورقة مكتوبة بلغة تقنية معقّدة نسبياً، ما يشير إلى أن هذا الاجتماع كان يجمع خبراء ومحللين تقنيين في مجال الاتصالات والمعلوماتية والتكنولوجيا الحديثة وغيرهم. تتضمن الوثيقة لمحة عامة عن الاستراتيجية وتقنية العمل الذي قُدّم لـ"الزبون". ويفهم منها أنها خلاصة عمل يمكن اعتماده بوصفه مثالاً طُبق في لبنان وأفغانستان، غير أنها تتحدث بالتفصيل عن لبنان وعن عمليات التجسس على "داتا الإنترنت" الصادرة عنه إلى الخارج عبر سنترالات "أوجيرو" وموزّعاتها.

واوضحت "الاخبار" انه لم تُعرف مدّة التجسس الذي قامت به الوكالة عبر عمليتها المذكورة، ولم تعرف مدّة الاتصال بموزّعات "أوجيرو"، ولا عن توقيت الاتصال والتجسس، إلا أن التقنيين في لبنان يؤكدون أن عملية كهذه أتاحت للوكالة الحصول على كل الداتا المنقولة عبر الموزّع وغرفة التحكم، وعلى الأرجح أنها أتاحت لهم الدخول إلى كل الداتا المتصلة بعمل شبكة الإنترنت في لبنان. وليس ذلك فقط، بل يمكن التساؤل عن تقصير "أوجيرو" في حماية الشبكة اللبنانية من خرق كهذا، وخصوصاً أنه لم يجرِ الاستثمار في الشبكة الحالية منذ فترات طويلة، فيما يزداد الحديث بين التقنيين عن استعمال الشبكة من أجل منافع خاصة وأنها، على فرض حسن النيّة، أهملت لهذا الهدف.

ولفتت الى انه إزاء هذا الخرق الهائل، يبرز سؤال أساسي عن كيفية حصول الاتصال بالموزّع وغرفة التحكم، إذ إن هذا الأمر، تقنياً، لا يمكن أن يحصل عن بُعد، وفق رأي الخبراء التقنيين، بل يجب أن يكون هناك عميل ميداني سهّل لهم هذا الأمر، وبالتحديد عميل في "أوجيرو".