بعد توقف قسري دام عشرة أيام، عادت الحياة الى ملاعب ​الجامعة اللبنانية​ في الحدت، بعد الاعلان عن "اتفاق" حصل بين الشركة الفائزة بمناقصة تشغيل الجامعة وعمال الصيانة. عاد الطلاب لممارسة حياتهم الجامعية الطبيعية، ولكن "النفايات" لا تزال الحاضر الأقوى في القاعات.

خلال أيام قليلة تحولت الجامعة اللبنانية في الحدت من صرحٍ جامع لطلاب لبنان الى "مزرعةٍ" تنتشر فيها القطط والحشرات السامة والافاعي، كل ذلك بسبب غياب "العمال" المكلفين بالاهتمام بهذه الكليات، فكيف عايش الطلاب الأيام الماضية وكيف تعاطت إدارة الجامعة اللبنانية مع هذه الازمة.

في بداية حديثه يؤكد المسؤول الاعلامي في الجامعة اللبنانية الدكتور علي رمّال أن أعمال الصيانة هي من اختصاص شركة خاصة لا علاقة للجامعة بها، وبالتالي فإن علاقة الشركة الخاصة تكون مع الدولة ممثلة بمجلس الإنماء والاعمار. ويضيف في حديث لـ"النشرة": "لم تكن ادارة الجامعة اللبنانية بعيدة عمّا يحصل، فهي بادرت منذ ثلاثة أشهر للاتصال بالجهات المعنيّة في الدولة كي لا نصل الى مرحلة اقفال الجامعة"، لافتا النظر الى أن ضغط الاتصالات التي قامت بها، اضافة لضغط الطلاب والعمال، أوصل الامور الى الخواتيم السعيدة. وإذ أكّد رمّال أن أي تأخير لم يحصل على البرنامج الدراسي للطلاب، لفت الى أن الجامعة اللبنانية ستعمل على تدارك أي مشكلة شبيهة في المستقبل.

أثرت الأزمة التي ضربت الجامعة على الطلاب بشكل مباشر، فهم بحسب رئيس مجلس فرع الطلاب في كلية إدارة الاعمال حسن طه، أصيبوا بنوع من الضياع، خصوصا بعدما أعلن عدد من الاساتذة أنهم لن يتوقفوا عن إعطاء الدروس: "المشكلة كانت أن القاعات مظلمة وبالتالي لا يوجد أي غرفة في الطوابق المرتفعة قادرة على استيعاب هذا العدد الكبير"، مشيرا الى ان تواصل مجلس الفرع مع الجامعة أدّى الى توقف الدروس كي لا تظلم فئة على حساب أخرى.

ولكن بظل هذا النفق الأسود الذي مرّت فيه الجامعة، برزت نقطة ضوء، تمثلت بتجمّع الطلاب تحت هدف موحد، فاعتصموا وبادروا لتنظيف القاعات والملاعب. وفي هذا السياق يشير رئيس مجلس فرع الطلاب في كلية الحقوق حسين حيدر الى أن الجامعة اللبنانية هي جامعة الفقير، وبالتالي لا خيار أمام الطلاب الا التوحّد تحت قبّة الاهداف الطلابية وحماية عامهم الدراسي: "قمنا بمبادرة تنظيف الكلية تحت عنوان "من أجل كليتنا"، واستطعنا جمع الطلاب وتوحيد صوتهم مطالبة بإعادة الحياة للجامعة ومنع ضياع العام الدراسي"، لافتا النظر الى أن هذه الخطوة الايجابية ركيزة لتحركات مستقبلية تعيد للحركات الطلابية قوتها.

يقول المعنيون أن الأزمة انتهت الى غير رجعة، ولكن بحسب ما علمت "النشرة" فإن العمال وقّعوا عقودهم مع شركة "دنش" بعد "وعد" شفهي من مجلس الإنماء والإعمار بأن مجلس الوزراء سيوافق على زيادة الميزانية المرصودة للشركة، ولكن ماذا لو نكست الدولة بوعدها؟!.