لفت مفتي جبل لبنان الشيخ ​محمد علي الجوزو​ في كلمة له خلال رعايته الحفل المركزي الذي أقامته مؤسسة "دار الكتاب المبين" في مهنية شحيم، لتكريم طلاب مشروع "التاج المنير" لتحفيظ القرآن الكريم، إلى أن "هذه "الزهور الطيبة والبراعم التي فيها الخير، حيث قامت بحفظ القرآن الكريم وفهمه والتعلم في مدارس القرآن"، مشيراً إلى أن "هذا القرآن العظيم الذي صنع امة وأنشأ حضارة واقام دولة، هو نور الاسلام يهدينا سواء السبيل، وبفضله قامت الأمة الاسلامية وانتصر العرب المسلمون في الجزيرة العربية بعد ان كانت تعيش حياة جاهلية متخلفة، تفتقر الى المبادىء والقيم، بل كانت امة جاهلية، ثم انتقلت الى ميدان الحضارة والتقدم والأخلاق والسمو والرفعة، وليس كما نرى الآن من يدعون انهم ينتمون الى الاسلام، والاسلام منهم براء".

وأشار إلى أن "آل البيت أناس كرام نرفعهم فوق رؤوسنا جميعا، وهم لم يكونوا مجرمين ولا قتلة ولا سفاحين، ولم يحاولوا ابدا ان يلحقوا الأذى بالناس، بل ساروا على درب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ولم ينشئوا احزابا تتمرد على كتاب الله ورسوله. هذه صورة مشوهة نراها اليوم في عالمنا، هؤلاء الذين يقتلون ويذبحون ويعذبون ويحاولون تشريد المسلمين من ديارهم، لا لشيء الا رغبة بالثأر، لأعز الناس الينا واحبهم الى قلوبنا، لابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحسين رضي الله عنه، فهم قتلوه وهم كانوا السبب في قتله، حيث ارسلوا له الرسائل، وقالوا له احضر الى الكوفة لنبايعك على الخلافة واصروا على ذلك، وأرسلوا عدة رسائل، فصدقهم الحسين، وجاء اليهم فإذا بهم يتخلون عنه ويتركونه لهؤلاء الذين قتلوه، لعنهم الله"، مؤكداً أن "الحسين حبيب المسلمين جميعا، هو ابن فاطمة بنت الرسول، وهو ابن الامام علي رضي الله عنه، سيدنا علي كان من اعظم الشخصيات في تاريخنا، نحبه جدا، ونحن نسمي هذا الاسم كثيرا، فأنا ابو علي، واسمي محمد علي. ما يحدث اليوم في ساحتنا جريمة كبرى، هذه المآسي الكبرى التي دمرت العالم العربي والاسلامي وأخرتنا مئات السنين، يستغلها الصهاينة، فأكبر فرح عند الصهاينة ما يحدث اليوم في سوريا والعراق ولبنان وفلسطين واليمن".

وشن الجوزو "هجوما على السياسة الروسية المتبعة في العالم العربي والاسلامي"ن مفيداً عن "محاولات تشويه الدين الاسلامي والاساءة اليه"، لافتاً إلى أن "الدين الاسلامي لا يقوم على العنف، ولكن الحكام والدول العربية الذين ساروا في ركب بعض الانظمة المناهضة للاسلام، كانوا سببا في الوصول الى ما وصلنا اليه اليوم، وهذه الانظمة هي من صنعت تنظيم "داعش" الارهابي".

وأكد ان "صناعة الارهاب ليست صناعة اسلامية ولا تمت الى الاسلام بصلة، فالارهابيون هم اعداء الله والاسلام، والاسلام يتبرأ منهم كليا، ولا يعترف بهم"، مشيراً إلى "اننا نعود الى منطقة اقليم الخروب، هذه المنطقة التي نستظل بها بهدي القرآن الكريم، ونعيش في معانيه. هذا القرآن العظيم نراه اليوم في هؤلاء الفتيات والاطفال، الذين ينشأون على حفظ القرآن وبالأخلاق الاسلامية".