لفت بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك، ​غريغوريوس الثالث لحام​، إلى أنّ "التخلّي عن خدمتي البطريركية هو ختام مسيرة إنسانيّة مسيحيّة كاثوليكيّة رهبانيّة مقدّسة، أفاض فيها المخلص الإلهي غزير بركاته علي"، مذكّراً "أنّني في 29 تشرين الثاني 2000، إنتُخبت بطريركاً، وأنا الآن في العام السابع عشر من خدمتي البطريركية، وحقّقت مشاريع كثيرة بنعمة المخلّص وكرم ومحبة الأصدقاء ولا سيما الألمان"، مشيراً إلى أنّ "في شهر كانون الثاني من عام 2011 أثناء قيامي برياضة روحية خاصّة في القاهرة، سجّلت إبتهالاً روحيّاً اشرت فيه إلى أنّني آمل أن أستقيل من خدمتي البطريركية في الوقت المناسب بعد سبعة إلى عشر سنوات. وفي رياضة كهنة دمشق في صيدنايا في حزيران 2011، كتبت تأمّلاً روحيّاً ذكرت فيه أنّني آمل أن أتخلّى عن خدمتي البطريركية بين عامي 2014 و2015 حيث أبلغ سنّ 83 أو 84 أو على الأكثر 85".

وأشار في بيان، إلى أنّه "توالت السنين وبسبب الإخفاق في عقد سينودس حزيران 2016 للأسباب المعروفة، قرّرت أن أتخلّى عن خدمتي البطريركية لخير الكنيسة وكتبت رسالة بهذا المعنى إلى المجمع للكنائس الشرقية، وتمكنّا لاحقاً من عقد سينودس بين 21 و23 شباط 2017، وتوصّلنا إلى إتفاق كنسي جميل"، منوّهاً إلى أنّ "لأجل خير الكنيسة الّتي أحببتها حبّاً شديداً، وضعت إستقالتي بتصرّف ​البابا فرنسيس​ وراجعت على الأثر يومياتي، فوجدت أنّ الروح هو الّذي يهديني في طريق مستقيمة. ورأيت أنّ ما كتبته عام 2011 قد آن الأوان في تنفيذه، وأنا مستعدّ لأتخلّى عن خدمتي البطريركية في تمام 85 من عمري، أي بتاريخ 15 كانون الأول 2017".

وأوضح لحام أنّ "هذا هو قراري أمام المخلص وأمام ضميري الرهبني والكهنوتي والأسقفي والبطريركي. لقد كتبت أربع رسائل إلى البابا فرنسيس لأشرح أسباب موقفي لا سيما ضرورة أن نعيش كما ورد في البيان السينودسي التوافقي، أن نعيش جوّاً من الألفة والمحبة في سينودس حزيران 2017. وشرحت في هذه الرسائل الطريقة الّتي أقترح أن يصير التخلّي على أساسها، وطلبت من قداسته أن يصير التخلّي بطريقة تحفظ كرامة البطريرك وتحفظ كرامة الكنائس الشرقية وتحترم التقاليد الشرقية، وأيضاً باقي البطاركة الشرقيين الكاثوليك واحترام البطاركة الشرقيين الأرثوذكس من كلّ الكنائس والحوار المسكوني".

وأكّد إلى أنّ "الإنتقال من عهد إلى عهد، أمر متّفق عليه، وتقرّر في سينودس شباط 2017. ولكن التنسيق حول تفاصيل طريقة وآلية الإنتقال لم يتمّ كما يجب. سأتابع التواصل مع البابا ومع المجمع للكنائس الشرقية لإيجاد المخرج المناسب لهذا الإنتقال. وسنبقى على تواصل بهذا الشأن في جوّ من المحبة والتفاهم لأجل خير كنيستنا ووحدتها ومستقبلها لأجل مجد الله وخير النفوس"، شاكراً "المخلص الذي غمرني من علياء سمائه بكلّ بركة روحية في المسيح".