أثارت الصحف التركية مجددا، مسألة تورط وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي حصلت في تركيا في 15 تموز من العام الفائت، وذلك على خلفية استمرار اعتقال العميل الاميركي اندرو برونسون وزوجته التي اطلقت لاحقا من السجون التركية، وبرونسون متهم بادارة الانقلاب والعمل تحت إمرة الولايات المتحدة الأميركية ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) وكان عدد من المسؤولين الأتراك وبعض الصحف التركية المؤيدة لحزب العدالة والتنمية وزعيمه الرئيس رجب طيب اردوغان صراحة الاستخبارات الأميركية بالوقوف وراء الانقلاب، ما استلزم نفياً أميركياً رسمياً لأي علاقة بالانقلاب ومدبريه.

يذكر ان برونسون وزوجته يعيشان في تركيا منذ 23 عاما وقد اوقفا في البداية بعد الانقلاب بتهمة الاقامة غير الشرعية في البلاد ومن ثم اتهم من السلطات التركية بتأييده للداعية الاسلامي فتح الله غولن لتتدرج التهم الى الارهاب، وبرونسون هو رجل دين يدير كنيسة صغيرة في إزمير، وكان لافتاً اتهام النيابة العامة التركية الداعية الإسلامي فتح الله غولن ومنظمته "خدمة"، المسماة بـ"الكيان الموازي"، بالتعاون مع برونسون الذي لفتت الصحف الى انه كان سيعين ميدرا للإستخبارات الأميركية لو نجحت محاولة الانقلاب في تركيا، وتعمل الولايات المتحدة كل ما بوسعها لإخراجه من السجن، وقد طالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال اجتماعه بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان بإطلاق سراحه وترحيلة الى الولايات المتحدة الأميركية، كما جدد نائب الرئيس مايك بينس مطالبته الأسبوع الفائت بإطلاق سراح برونسون.

وتتهم تركيا السلطات الأميركية بعلمها بأن الداعية فتح الله غولن يقف خلف محاولة الانقلاب وأنه "واثق بأن الاستخبارات الأميركية تعلم بأنه قام به"،وتعزز فرضية الاتهامات التركية للاستخبارات الأميركية بعلمها بالانقلاب وبوجود دور ما لها فيه مسألة إقامة غولن في الولايات المتحدة منذ عام 1999 ورفض السلطات الأميركية سابقاً تسليمه لتركيا.

صحيفة "تركيا مينيت" زعمت أن الاستخبارات الأميركية بواسطة عميلها برونسون هي من قادت الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا، وأن الـ"سي آي إيه" دعمت الانقلابيين بمبالغ مالية كبيرة، وهذا الاتهام كان سبقه اتهام صحف تركية بعيد الانقلاب قائد قوات إيساف السابق في افغانستان الجنرال جون كامبل بمدير الانقلاب، بينما تم إيصال النقود إلى الانقلابيين عن طريق بنك نيجيريا من الـ(سي آي إيه)، مشيرة إلى أن كامبل قام بزيارتين سريتين إلى تركيا من قبل، زار فيهما أرضرورم وأجرى لقاءات سرية في قاعدة إنجرليك العسكرية.

وتعتبر السلطات التركية ان غراهام فولر متورط ايضا بعملية الانقلاب، وهو مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية حيث عمل نائباً لرئيس هيئة الاستخبارات الوطنية (إن آي سي)، التابعة للـ"سي آي إيه"، وعمل سابقاً كمسؤول تركيا في قسم الاستخبارات الخارجية التابعة للوكالة، وكذلك السفير الأميركي السابق في تركيا مورتون أبراموويتز متورط بالعملية، وهما كانا من الأسماء التي سجلت كفالتها لغولن لحصوله على إمكانية تجديد إقامته في أميركا."ترجمة النشرة"