فلنفترض أن موعد الجلسة النيابية التي حددها رئيس مجلس النواب نبيه بري في الخامس من الشهر الجاري قد حان، من دون أي اتفاق داخلي حول بت ال​قانون الانتخاب​ي وترجمة الأمر بفتح دورة استثنائية، وبالحضور الى ساحة النجمة، فماذا يمكن أن يحصل؟.

تفيد أوساط مطلعة ان بري لن يبقى عند التزامه بالمضي بصيغة 15 دائرة التي جَوْجَلها النائب ​جورج عدوان​، بل سيتمسك رئيس المجلس "بالعتبة الوطنية" بخصوص القانون العتيد. بعد الاثنين المقبل لن يكون كما قبله. بري الذي قبل بطرح عدوان لتسهيل اخراج الحل، سيترك اساسا تفاصيل القانون الى لجنة تقنية تبت القضايا العالقة المرتبطة بسبل الاحتساب والصوت التفضيلي. لكن ايجابية رئيس المجلس لن تدوم في حال عدم ملاقاتها، وسيكون سقفها الزمني هو الخامس من الشهر الجاري.

في الساعات الماضية هناك من سأل بري: لماذا تساهلت معهم (اي التيار والقوات) فردّ رئيس المجلس: نريد اخراج البلد من هذه الدوامة. راهن بري على الحس الوطني والمسؤولية. فهل خاب ظن رئيس المجلس؟.

لم يتحدث بري عن طرح جديد لقانون الإنتخابات، يفضل الصمت، سوى ما اعلنه امام النواب في لقاء الاربعاء في عين التينة، لكن اشارته الى "العتبة الوطنية" توحي انه يعدّ تصورات تقوم على اساس النسبية التي يسعى لفرضها، لا بدّ ان تلك التصورات تعزّز الائتلافات العابرة للمناطق، وتسمح بتحالفات حزبية وطنية واسعة، فتقضي على الخطابات المذهبية الضيقة والشعارات الفئوية والمناطقية.

قد يبقى الاختيار على اساس الدوائر الوسطى، لكن قد يتصدّر المعيار الوطني التي تعتمده دول عدة في العالم، على اساس ان ينال الائتلاف الوطني المركّب على نسبة عامة محددة مثلا بعشرة او اكثر بالمئة، كمدخل ربح اي فريق.

فلننتظر ما سيتم طرحه في الايام المقبلة. يبدو ان هناك ارانب عدة.

ما يهم الان رصد ما سيجري على هامش عشاء بعبدا. بالنسبة الى قوى سياسية عدة لم يعلن التيار الوطني الحر تسهيلات، بل طرح اعادة عدد النواب الى 108، كرد على رفض نقل مقاعد نيابية من اقضية الى اقضية اخرى. بالمقابل، لا تراجع عند خصوم التيار. فلماذا لا تطرح "الثنائية المسيحية" نقل مقعد ماروني الى قضاء بنت جبيل؟ اعداد الموارنة هناك تتجاوز 12 الف ناخب. لماذا الاصرار على سحب المقاعد من "الاطراف"؟. بدت المعارضة المسيحية هي الأساس في منع نقل المقاعد. واذا كان صوت "المردة" خافتاً هذه الأيام معتمدا على الحلفاء، فيبدو صوت "الكتلة الشعبية" في زحلة هو الاعلى. لم تستسغ رئيسة الكتلة ميريام سكاف طرح نقل المقاعد. اعتبرت ان زحلة مستهدفة. لا بل استعانت برؤية الفاتيكان للقول ان هناك استهدافا للمسيحيين. جرأة سكاف تضعها في الصفوف المتقدمة، علما ان الاحصاءات تعطيها المراكز الاولى بقاعيا. فهل تتحرك القوى المسيحية لرفع الصوت كما فعلت سكاف؟ أم ان القوى تكتفي بتغريدات خجولة؟.