أكدت جميعة "نحن" أنه "فاجأنا رئيس الحكومة سعد الحريري خلال الإفطار السنوي لـ"تيار المستقبل" في البيال يوم أمس، بكلامه عن الأملاك العامة في بيروت، وعلى رأسها حرش بيروت والرملة البيضاء. مغالطات عدة أوردها الحريري في خطابه، أوجعتنا لأنها صادرة أولا عن ابن رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، وعن موقعِ من كنّا نعول عليه لحماية واستعادة حقوق اللبنانيين العامة في العاصمة، مغالطاتٌ سنفنّدها شكلاً ومضموناً".

ولفتت الجمعية في بيان لها الى أنه "في الشكل، نستغرب من رئيس حكومة، أي رئيس السلطة التنفيذية على المستوى المركزي، أن يصرّبأنّه يراقب عمل بلدية بيروت وهي سلطة لا مركزية منتخبة ومستقلة إدارياً ومالياً. بل في القانون، البلدية هي من تراقب عمل السلطة المركزية ضمن نطاقها وتدافع عن خصوصية منطقتها إذا تعارضت قرارات الحكومة مع مصلحتها العامة. وإما إذا كان الحريري يؤكد أن قرارات بلدية بيروت مرهونة بقرارات الحكومة والقرارات السياسية، وبالتالي أن البلدية مسلوبة الخيار، من حقنا بعد سماعه التساؤل عن قانونيته ودستوريته".

وأشارت الجميعة الى انه "كذلك في الشكل، كان صادماً لنا يا دولة الرئيس عندما وصفت مخاوفنا وجهودنا لاستعادة الأملاك العامة في حرش بيروت والرملة البيضاء بـ"الكذبة الأولى والكذبة الثانية" وأنت نجل من كان منبراً للحوار واستعادة الحقوق. فكيف لرئيس حكومةٍ، حكومة كل لبنان وليس تياراً، أن يصف من طرح هذه المخاوف أي المجتمع المدني بالكذب، وهي مخاوف قائمة على دراسات علمية ولقاءات مع الأهالي، وحاولت جمعية "نحن" جاهدة محاورة بلدية بيروت وحاولت مرارا وتكرارا من دون جدوى رؤية دولتكم و رؤية وزير الداخلية والبلديات لمد يد التعاون في وضع حدٍ لسياسات قضم الأملاك العامة في بيروت.كيف لرئيس حكومة لبنان أن يحادثهم كأخصامٍ له وللمدينة، وهل هذا كلام مسؤول تجاه اللبنانيين التي تتآكل حقوقهم بدعم سياسي فاضح؟ وهل هذه يد الحوار التي وعدت بمدها للمجتمع المدني؟".

وأكدت أنه "في المضمون، قال الحريري بأن حرش بيروت "باقٍ لأهل بيروت وكل ما يقالعن أنه غير كذلك هو كذب" وذكّرنا بأن والده هو من رمّم الحرش بعد تدميره في الحرب"، متسائلةً "كيف للحرش أن يكون لأهله وسياسة القضم مستمرة بشكلٍ ممنهج؟ حتى قلصت مساحته العامة من 1,200,000 متر مربعإلى 300,000 متر مربع، وعليه من التعديات عدد لا يبشر بالخير. ولعل تهريب مرسوم مجلس الوزراء الأخير القاضي بتغيير المنطقة الإرتفاقية لجزء من حرش بيروت من المنطقة التاسعة التي تحظر البناء عليه، إلى المنطقة الرابعة التي تسمح ببناء ناطحات سحاب عليه بغية تشريع التعديات المتمثلة بكشاف الرسالة الإسلامية وراديو الرسالة، خير دليل على أن ما تبقى من حرش بيروت في خطر".

وشددت جمعية "نحن" على "اننا بدورنا نذكّر الحريري بأنه أعيد تأهيل حرش بيروت من خلال اتفاقية بلدية بيروت مع بلدية "إيل دي فرانس" التي أُبرمت في عهد رفيق الحريري وكانت تتضمن تخضير المساحة بدل الملاعب والباركينغ واستحداث ساحة المثلث بدل مساحة ملعب الفوتبول، وهذا ما لم تستكمله بلدية بيروت. فإذا حقاً أردت الحفاظ على صنيع والدك فلتستكمل تخضير الملاعب وبناء ساحة المثلث، بدل إعطاء أهالي بيروت وعوداً زائفة ينقضها الواقع. يا دولة الرئيس، حرش بيروت هو إرث ثقافي لبيروت ولبنانوهو يبلغ اليوم ربع مساحته الأصلية. هو ليس فقط مجموعة شجر كما تصرون على تصويره".

وأوضحت أنه "في موضوع الرملة البيضاء التي وعد دولة الرئيس في خطابه بأن "الشط أيضاً باقٍ لأهالي بيروت، والبلدية في معرض توسيعه"، فعن أي شاطئ تتحدث يا دولة الرئيس، ولتُخبرنا كيف للشاطئ الذي تغزوه تعديات عاشور من جهة والموفنبك من جهة، وستغزوه تعديات غدار من جهة ثالثة، أن يتوسّع وكيف له أن يتطور وهناك قوانين تشجّع الاستثمار على البحر بعكس كل الدول التي تحترم حقوق شعبها العامة؟ ولماذا الإصرار على اعتبار أن جزءاً من الرملة البيضاء ليس ضمن شط بيروت، رغم كل الدعاوى القضائية التي تعرضت للضغط السياسي بعدة طرق لإفشالها وتحوير نتائجها؟".

وأكدت أنه "يهم جمعية "نحن" بأن تؤكد أننا جاهزين لأي حوار أونقاش معالجميع،وخصوصاً مع دولة الرئيس الحريري وهو مفترض أن لا يكون طرف سياسي بل رئيس حكومة كل لبنان، أقلها لننقل له حقيقة المتاجرة التي تحصل في بيروت، فالبلد لا يبنى إلا بالحوار، والحقوق لا تُسترد إلا بالتعاون".