اشار المسؤول الثقافي المركزي في الحركة مفتي صور وجبل عامل الشيخ ​حسن عبدالله​ الى ان هناك من يريد ان يأخذنا اليوم إلى صراعات مذهبية إسلامية سنية شيعية، نحن بكل صراحة لن ندخل في فتنة مذهبية إسلامية إسلامية سنية شيعية، نحن نعتقد بأن الحفاظ على السني والشيعي هو حفاظ على الإسلام وان الاخوة الدينية ليست اخوة في الإسلام هي اخوة في الأديان، فالرسالات لها دور تكاملي من اجل بناء الإنسان والمجتمع الإنساني، وكان علي ينظر برؤيته العامة للمجتمع البشري. فالناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق، وهذه الرؤية المتطورة شكلت صدمة إنسانية في ذاك الزمان وما زالت حتى اليوم، وهذه النظرة العلوية في بناء المجتمع المتعدد والمتنوع شكلت رؤية واضحة عند الإمام المغيب السيد موسى الصدر هي المفصل والمدرسة والنموذج والطريق والسلوك الذي اعتمده الإمام المغيب والذي برز واضحا من خلال خطاباته التي كان يطلقها في عدة مراحل وفي عدة مناسبات"، لافتا الى انه "كان يرى أن العنصر الأساسي في بناء الدولة اللبنانية يقوم على العيش المشترك واعتمد رؤية حول التنوع الإسلامي المسيحي هو ثروة وطنية يجب التمسك بها والحفاظ عليها، هذه الثروة الحقيقية التي يمكن ان نورثها للاجيال هو هذه الحياة المشتركة بين المسلمين والمسيحيين".

واشار الى ان "الطوائف في لبنان نعمة والطائفية نقمة، فعلينا أن نحافظ على هذه الطوائف، والاهم كل من يعتقد بأن الحفاظ على الطوائف يكون من خلال موقع سياسي او موقع في السلطة، السلطة يجب أن تشكل صمام امان وحماية لكل المواطنين وهي ليست محاصصة طائفية او مذهبية"، لافتا "الى أن الخروج من الدوامة الطائفية والمذهبية لا يمكن ان يكون إلا من خلال إلغاء الطائفية السياسية".

واكد "اننا لا زلنا ننتظر من شركائنا في الوطن ان يؤمنوا كما نؤمن بإلغاء الطائفية السياسية والاهم من يعتقد بأن إلغاء الطائفية السياسية يذيب جماعة ويقوي جماعة أخرى ، إذا كانت الكفاءة هي الاساس فلما حرمان شخص من كفاءته من وصول الى مكان ما لانه ينتسب الى طائفة او مذهب. نعتقد وبكل صراحة، بأن جسر العبور إلى الدولة الحديثة المعاصرة لا يكون إلا من خلال إلغاء الطائفية السياسية. هذا الأمر نحن جادون به ولكننا، نريد أن يقتنع شركاؤنا في هذا الوطن أنها النظرة المصيبه التي تخرج هذا البلد من دوامات متعددة في مشاكل سياسية متعددة، ولأننا نؤمن بأن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه وليس لفئة او مجموعة او طائفة او منطقة وأن الاندماج الحقيقي بين اللبنانيين هو ان نزيل اي جدار وهمي في لبنان على صعيد المناطق والطوائف، وهذا الاندماج يكون من خلال الابتعاد عن التمايزات المناطقية والطائفية والمذهبية".

وأشار الى "ان هناك قوانين تأخذنا إلى دوائر انتخابية صغيرة تحاصر فيها مجموعات صغيرة في هذه المناطق وتصغر دوائر الانتخاب، نحن نرى بأن كل نائب في البرلمان يجب ان يكون نائب عن كل لبنان ومسؤوليته لكي ننسى الحرمان في المناطق والجهات".

وشدد على ان "لا بد ان تشعر إدارة الدولة بأن كل الدولة مسؤوليتها وأن يكون النائب عن كل لبنان وليس على منطقة، والإمام الصدر كان يرى بأن لبنان يجب ان يكون دائرة انتخابية واحدة على اساس النسبية. ونحن على الرغم من قناعتنا ننتظر من شركائنا في الوطن ان تشكل عندهم قناعة لبنان دائرة انتخابية واحدة"، لافتا الى ان "على الرغم من ان قانون الانتخاب ليس طموحنا، لكننا نرى فيه نقطة إيجابية بأنها الخطوة الأولى نحو النسبية، فلنجرب النسبية، ونتمنى من القيادات السياسية الا يفشلوا النسبية من خلال هذه الدورة الانتخابية ونحن نحرص على ان تكون هذه الدورة ناجحة".

ولفت الى ان كان من فشل في هذا الانتخاب النسبي يعود إلى صغر المناطق، من هنا نؤكد ما أكده الإمام الصدر، فنحن نؤمن بهذا المشروع السياسي الواحد من خلال إلغاء الطائفية السياسية ومن خلال لبنان دائرة انتخابية واحدة على اساس النسبية مع الحفاظ على التنوع الديني والطائفي والمذهبي ليشكل وطنا واحدا لجميع أبنائه".