بقرار ثنائي إتخذ على مستوى رئيس الحكومة وتيار المستقبل ​سعد الحريري​ ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد حنبلاط، كانت الهدنة السياسية والإعلامية بين المختارة وبيت الوسط. نعم بقرار حريري جنبلاطي، أوقف "وليد بيك" هجوماته الصاعقة عبر تويتر على "الشيخ سعد"، وذلك بعد حرب تخللها قصف جنبلاطي مركّز على تيار المستقبل وردود مباشرة بصوت الحريري وصورته خلال الإفطارات الرمضانية. كل هذه التهدئة بين الفريقين، لم تأت إلا بعد إقرار مشروع قانون الإنتخاب على طاولة مجلس الوزراء وفي مجلس النواب، لذلك لا بد من طرح السؤال، هل تعيد هذه التهدئة إحياء التحالف الإنتخابي التاريخي القائم بين الحزب التقدمي الإشتراكي وتيار المستقبل منذ إتفاق الطائف وحتى إنتخابات العام 2009؟

سؤال، تجيب عليه مصادر الطرفين بالإجماع، "ليس من مصلحة التيار أو الحزب فرط التحالف الإنتخابي لا سيما في دائرة الشوف وعاليه، حيث تتوزع موازين القوى طائفياً على ثلاث كتل ناخبة، درزية، مسيحية وسنية، وبالتالي أي تحالف بين مكوّنين أساسيين، يعطي اللائحة المكونة منهما أرجحية على اللوائح الأخرى".

في الكواليس بين المختارة وبيت الوسط، هناك من يقوم بوساطات لإعادة وصل ما إنقطع بين الحزب الإشتراكي وتيار المستقبل، غير أنها لم تنجح بعد بإعادة المياه الى مجاريها بين الفريقين، خصوصاً أن نقاط الخلاف التي أدت الى إندلاع الحرب بينهما، كثيرة وأساسية في المعادلة السياسية.

بحسب أوساط الحزب التقدمي الإشتراكي، يحتاج الإتفاق السياسي مع تيار المستقبل الى الكثير من المشاورات، لعدم تكرار ما حصل خلال مشاورات قانون الإنتخاب، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فما هو غير مقبول إشتراكياً أن يتعاطى الحريري مع الحزب على قاعدة التخلي التي إعتمدها يوم مشى بالقانون التأهيلي المقترح من قبل رئيس التيّار الوطني الحرّ وزير الخارجيّة جبران باسيل، ويوم قبل بمبدأ النسبية، ويوم طيّر جلسة التمديد الشهيرة، كل ذلك من دون التنسيق مع الحلفاء".

في المقابل، ترى أوساط تيار المستقبل، أن خطوات الحريري التي أزعجت جنبلاط لم يتخذ قرار تنفيذها إلا إنطلاقاً من مقاربة جديدة للوضع السياسي العام وتطوراته التي تفرض على الجميع ومن بينهم الزعيم الدرزي، إجراء قراءة جديدة للأمور، لأن ما كان صالحاً بالأمس القريب أي في مرحلة 2005-2009 لم يعد سهل التطبيق اليوم، أكان بالنسبة الى كيفية التعاطي مع الأفرقاء المسيحيين، أو بالنسبة الى مقاربة العلاقة مع حزب الله وحركة أمل، وبالتالي على الجميع تطوير خطابهم السياسي، والمضي قدماً في إتجاه تقديم التنازلات والمبادرات التي من شأنها إن تجعل كل المكونات السياسية شريكة في الحكم الأمر الذي يلغي شعور الغبن من نفوس الجميع، ويخفف من حدة التوتر السياسي، كما يخلق جواً مناسباً لإدارة شؤون البلاد".

إذاً بين الحريري وجنبلاط قلوب مليانة وشبه قطيعة سياسيّة، تتم معالجتها عبر القنوات المفتوحة، فهل تنجح الوساطات بين الفريقين أم يفترق الفريقان للمرة الأولى في إنتخابات العام 2018؟.