لفت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال العظة التي ألقاها بمناسبة عيد قلب يسوع في بكركي إلى أنه "منذ 344 سنة، وتحديدًا منذ سنة 1673، عندما كشف الربّ يسوع سرّ حبّ قلبه للقدّيسة مرغريت-ماري ألاكوك في Paray le Moniac بفرنسا، وعبادة قلب يسوع قائمة في الكنيسة. إنّها تكريم حبّه اللّامتناهي الذي بلغ به إلى تقديم ذاته ذبيحة فداء عن خطايا البشر، كحمل وديع حمل جميع خطاياهم. وقال: "تعالوا إليَّ، يا جميع المتعبين والثَّقيلي الأحمال وأنا أريحكم. تعلّموا منّي، أنّي وديعٌ ومتواضعُ القلب، فتجدوا الراحةَ لنفوسكم" (متى11: 28-29)".
وأكد "أنه "يسعدنا أن نحتفل، ككلّ سنة، بعيد قلب يسوع الأقدس، مع "عائلة قلب يسوع" التي نحيِّيها بكلّ فروعها المنتشرة في كلّ المناطق اللّبنانية والحاضرة معنا في هذه الليتورجيّا الإلهيّة، والفروع المنتشرة في الأراضي المقدّسة وسوريا وبلدان الخليج وأوروبا وأوستراليا والولايات المتّحدة الأميركيّة وكندا، إنّنا نحيّي رئيستها السيّدة سلوى اسطفان واللّجنة الإداريّة ومرشدها الوطني المونسنيور روكز برّاك، وجميع المرشدين المحلّيين، والمسؤولات عن العلاقات مع فروع المحافظات ومع اللّجنة الأسقفيّة لرسالة العلمانيّين وإنّنا نرفع ذبيحة الشّكر لقلب يسوع الأقدس الذي أشعل في قلوب أعضاء "العائلة" محبّته فجسّدوها أعمال خير ومحبّة. فأنشأت هذه "العائلة"مركزها الاجتماعي الذي يحمل الفرح للعائلات المعوزة ويحمي كرامتها، بفضل التعاون والتضامن مع مؤسّسات وفنادق ومطاعم ومحسنين ومتطوّعين وعاملين. إنّنا نحيّيهم جميعًا ونذكرهم بصلاتنا، كي يكافئهم الله بفيض من نعمه وبركاته؛ هم الذين واللّواتي رأوا وجه المسيح الفادي المتألّم، في وجه الجائع والعطشان، والعريان والغريب والمريض والسجين (راجع متى 25: 35-36). فقدّموا له المساعدة المادّية والروحيّة والمعنويّة. وزاروه في المستشفيات والسجون".
وأشار إلى أن كلّ هذه الخطايا أساءت لله ولمحبّته الظاهرة في قلب يسوع الأقدس والمحبّ وليست عبادة هذا القلب الأقدس مقتصرة على بعض من المؤمنين والمؤمنات، بل هي حاجة كلّ إنسان، وبخاصّة كلّ مسؤول، لأنّ هذا القلب الإلهي هو المصدر الأساس لحسن القيام بواجب المسؤولية، بتفانٍ وتجرّد وحبّ وفي عبادة قلب يسوع نتتلمذ للمسيح الوديع والمتواضع القلب، ونتخلّق بأخلاقه: المحبة والعذوبة والحنان، روح الخدمة والتجرّد، المقدرة على الغفران التي تفوق المقدرة على الشّر، التفكير في كلّ ما هو حقّ وعدل وصالح والالتزام به".