ذكرت صحيفة "الخليج" الاماراتية الى أن "​قطر​ تصرّ على تقزيم نفسها في صورة الجماعة أو الحزب أو التنظيم، فيما تخاطبها دول المقاطعة باعتبارها دولة مستقلة لها تقديرها واحترامها، وها هو وزير الخارجية القطري الذي كان ينام ويصحو، طوال الأيام الماضية، منذ تسليم قائمة المطالب، على "كابوس" المطالب المشروعة، رافضاً ومهدداً ومتوعداً، ها هو يعلن رفض المطالب رسمياً، مبدياً الموافقة على الحوار بالشروط المناسبة".

واشارت الى أن "قطر استلمت مطالب دول المقاطعة عبر الوساطة الكويتية ، ثم مضت في إحراج هذه الوساطة وتجاوزها بل والتعدي عليها، فبادرت منذ الوهلة الأولى إلى تسريبها في حركة صبيانية مكشوفة بقصد إجهاض جهود الوساطة، ثم عمدت إلى إحراج الوسيط الكويتي يومياً، فلم يمض يوم، بل لم تمض ساعة تخلو من تعليق المسؤولين السياسيين والإعلاميين على قائمة المطالب، ومؤدى ذلك الاستهانة والاستهزاء مما لا يصدر عن دولة محترمة، ويصدر قطعاً عن دولة صغيرة تقزم نفسها في الحزب والفكرة الضيقة"، مضيفة: "محور القول هنا، كما يفهم كل عاقل، إن الرد الرسمي إنما يكون عبر الوسيط طالما قبلت الدوحة به، أو أن عليها رفضه كما رفضت مضمون رسالته".

وشددت على أن "قطر تحاول، عبر هذه الخطوة الممجوجة المرفوضة كسب المزيد من الوقت بعد انتهاء مهلة الأيام العشرة، كعادتها في أزمة العام 2014، وكأنها غير مدركة بتغير الزمن والظروف، أو كأنها في الغيبوبة وخارج الوعي، وفيما اشتملت القائمة على بند يؤكد أن المطالب تعتبر لاغية في حال عدم تنفيذها في خلال المدة، تناور قطر بالرفض، ثم القبول بحوار غير مطروح أصلاً، وتذهب في عنجهيتها أبعد، منطلقة من وهمها المضاعف، فتشترط حواراً بشروطها المناسبة هي"، مشيرا الى أن "على قطر أن تدرك أن مستجدات الأيام الماضية منذ تسلم قائمة المطالب، ومنذ قامت بتصرفاتها الصبيانية الطائشة، كثيرة، وكثير منها يقع في دائرة المفاجئ وغير المتوقع، فقد تأكد الجميع من هشاشة نظام الدوحة وافتقار الدولة الصغيرة إلى أدنى درجات التنظيم، وبدت قطر وكأنها "حارة كل من إيدو إلو" في مسلسل غوار الشهير، الأمر الذي أوضح أن دول المقاطعة الأربع لا تتعامل مع مماثل أو ند، وهو ما يجعل آلية التعامل في المستقبل أصعب ، بل أقرب إلى الاستحالة، ففرق بين التعامل مع دولة محترمة وحزب غير محترم".

واضافت: "إذا كانت قطر لا تستطيع ضبط إيقاع مؤسساتها وواجهاتها وأبواقها وهي في هذه المرحلة العصيبة من تاريخها، فكيف كانت تدار شؤون الدولة الصغيرة في وقت رخائها واسترخائها؟"، لافتا الى أنه "اتضح، عبر مراقبة الأداء القطري، أن التناقض حاصل، وبما لا يقاس، داخل البيت القطري نفسه، وبعضه بنيوي وجذري، وبعضه بين الظاهر والباطن، وتحت ذلك التجلي يقرأ ويفسر إسراع الدوحة إلى حيلة فبركة التصريحات واختراق وكالة الأنباء الرسمية بعد عدم قبول الباطن بتصريحات أو، في الأصح، بتوقيت تصريحات الظاهر"، مشددا على ان "فرصة الرفض أصلاً ليست مطروحة، والدرب، كما يقرر حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم واضح، وقد قاله قولاً واحداً، فلكم طريقكم نحو الارتماء في أحضان الإرهابيين وأعداء المنطقة التي لن تسكت على باطل، وللمنطقة طريقها نحو النور والتقدم وتحقيق مصالح الأوطان والشعوب".