انتهت المهلة التي حددتها الدول الخليجية الثلاث ومعها جمهورية ​مصر​ العربية لدولة ​قطر​ كي تستجيب لمطالبها كشرط لإنهاء الحصار البري والجوي والبحري عليها، مع أنباء عن تمديد هذه المهلة مدة 48 ساعة افساحا في المجال للوساطات التي تقوم بها الكويت وغيرها لحل هذه المعضلة .

وتوقعت مصادر دبلوماسية عربيّة ان تصعد الدول الأربعة مواقفها حيال قطر في حال لم تخضع للشروط التي تعتبرها الدوحة تعجيزية، خصوصًا وان الرد الذي حمله مسؤول قطري الى الكويت لا يرتقي الى المستوى الذي تصبو اليه الدول الأربعة.

في المقابل تعتقد المصادر نفسها ان في موازاة هذه المشكلة التي تواجه المملكة العربية السعودية، هناك مشكلة داخلية كبرى لم تتبلور بعد أشكال نهايتها .

وتقول المصادر ان معالم التغيير في السعودية لم تتضح بعد تعيين الامير ​محمد بن سلمان​ وليا للعهد مع ما تردد بأن ولي العهد السابق الامير ​محمد بن نايف​ موضوع الان تحت حراسة مسلّحة ومحتجز في قصره في مدينة جدة الساحلية .

ولفتت المصادر نفسها الى ان التقارير المتعلقة بمصير ولي العهد ووزير الداخلية السابق محمد بن نايف بما فيها تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية، لا تشير فقط الى خلافات سياسيّة، بل تشكل أيضًا مبعث قلق بشأن السيطرة على مختلف فروع القوات المسلّحة السعودية .

ولاحظت المصادر ان الدوائر الرسمية السعوديّة لم تصدر أي بيان ينفي ما أوردته الصحيفة الاميركية، لكن وكالة رويتزر نسبت الى مسؤول سعودي بارز قوله الى ان التقرير المذكور "لا اساس له من الصحة".

ويعتبر الامير محمد بن نايف وعلى نطاق واسع انه من أشد المعارضين لسياسة خلفه وزير الدفاع وولي ولي العهد سابقا الامير محمد بن سلمان الابن المفضل للعاهل السعودي.

والجدير بالذكر ان بن نايف ضد التدخل السعودي في اليمن الذي لم يحقق بعد النتائج المرجوّة، كما كان معارضا للمواجهة مع دولة قطر أواخر أيار الماضي، بعد ايام قليلة من زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى الرياض .

وتعتقد المصادر نفسها ان فشل الرياض في اليمن سيقابله ايضا فشل مماثل في اخضاع قطر ووضعها في فلك السياسة السعودية.

ولفتت المصادر الى انه وبالرغم من يمين الولاء من قبل عشرات الأمراء من بينهم محمد بن نايف ومتعب بن عبدالله، فإن ارتقاء محمد بن سلمان لمنصب ولي العهد لن يكون مضمونا الا بعد أن يكسب السيطرة الكاملة على الحرس الوطني السعودي ووزارة الداخلية .

واشارت هذه المصادر الى ان ​الولايات المتحدة​ الاميركية التي كانت قلقة بشأن الوضع السعودي، اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم وتبرز نفسها كزعيمة العالم الاسلامي، تواجه تحديا بالنسبة لموقفها لما هو حاصل في العائلة السعودية المالكة، وفي ترتيب العلاقات الخليجية-الخليجية المتوترة.

وترى هذه المصادر ان واشنطن ستدعم الجانب الرابح في المملكة، ولكن على الرغم من انه يبدو حتى الان ان الامير محمد بن سلمان هو وجهها الا انه ربما لم يحصل بعد على الدعم الذي يسعى اليه من العائلة المالكة .

اما بالنسبة لموقف الادارة الاميركية الجديدة من الخلاف القطري وبعض دول الخليج، فمن مصلحتها ان تتدخل بشكل فعال وجدي لعدم انزلاق هذه الخلافات الى مواجهات سياسية وربما عسكرية داخل هذا التحالف المؤيد لواشنطن، كي لا تدخل ايران مجددا من باب آخر الى المنطقة، بعد ان أدى فشل سياسات واشنطن وعدد من الدول العربية الى تواجد طهران وبشكل واسع في العراق ولبنان وسوريا واليمن.