يمتاز القديسون عن البشر بنعمهم التي استحقوها بعطية الهية مجانية مخصصة في الاصل لكل واحد منا، لكنهم عرفوا كيف يصلون الى الله عبر تنفيذ مشيئته طوعا غير مرغمين.

وبما انهم تميزوا، يعمد الناس الى تكريمهم وطلب شفاعتهم تماما كما يحصل مع ​القديس شربل​ الذي يشهد "تدفق" المؤمنين الى كل مكان عاش فيه هذا القديس (منزل اهله، الدير والمحبسة) من اجل طلب مساعدته ليسير معهم على درب القداسة ويصلوا الى الهدف المنشود وهو ​يسوع المسيح​ (الكل في الكل).

في مفهومنا، تعلي الشعبية من مكانة الانسان وغالبا ما يتسلح بها لـ"فرض" امور او افكار على غيره، اما لناحية القديسين، فالمسالة مغايرة تماما. فالشعبية لن تقدم ولن تؤخر في حياتهم الابدية، بل ان فرحتهم الحقيقية تتجسد في مدى اقتراب الناس من الله، كما فعلوا منذ زمن.

شعبية القديس ليست ملكا له ولا هو هدفها وغايتها، بل الهدف واحد دائما وابدا وهو الله، ومن لديه شك في ذلك فليزر دير مار مارون في ​عنايا​ حيث ضريح القديس شربل، وليطلع على الطريقة التي عاش فيها على الارض، فيعلم عندها ان الشعبية التي يتمتع بها ليست من اجله، وهو مع قدراته وعظمته يبقى "خادما" لكل من اراد بحق ان يصل الى الله...