لفت الأمين العام لـ"​حزب الله​" السيد حسن نصرالله الى أن "هذه أيام الذكرى السنوية لحرب تموز والانتصار العظيم، وسأترك الكلام في هذه المناسبة الى الاحتفال بمناسبة 14 آب"، مشيراً الى أنه "بعد أيام قليلة 1 آب، عيد الجيش اللبناني وبهذه المناسبة، الجيش شريك وعمدة المعادلة الذهبية وأتوجه الى قيادة الجيش والضباط والرتباء والجنود والاسرى والشهداء بالمباركة بهذا العيد، وهو عيد وطني للجيش السوري الذي أتوجه ايضا الى قيادته بالتبريك".

وأعلن السيد في كلمة متلفزة له أنه لن يرد على "تصريحات الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ وتصريحات الادارة الاميركية فيما يتعلق بحزب الله تسهيلا لعمل الوفد الحكومي الرسمي ولعدم احراجه"، مؤكدا أن "الموضوع الاساسي هو المعركة في جرود عرسال وفليطة، والعنوان الاول: هدف المعركة، وهو اخراج المسلحين من المنطقة التي تسيطر عليها "​جبهة النصرة​" سواء في جرود فليطة أو جرود عرسال"، مشددا على أن "هذه معركة محقة وهذا حق واضح مشرق لا لبس ولا ريب فيه. ومن يشكك يذهب الى المناطق التي سقط فيها شهداء والتي كان يحضر لاستهدافها بعمليات انتحارية ويسألهم لماذا يجب أن نخرج لتحقيق هدفنا".

وأضاف: "ثانيا في توقيت المعركة: اساسا هذه العملية مؤجلة منذ عام 2015، في ذلك العام استعدنا جزء كبير من الجرود، وصولا الى الحال الذي كنا عليه يوم الجمعة الفائت. الذي أكد على هذا التوقيت هو ما انكشف في الاشهر الماضية من أن الجرود عادت تتحول الى قواعد تأوي انتحاريين ويعتمد عليها في تأمين الاحزمة الناسفة السيارات المفخخة، وبعد أن فشلت كل الخلايا التي شكلت في الداخل ببركة الجيش والاجهزة الامنية"، معلنا "أننا نحن من اتخذنا قرار بدء معركة عرسال، للبعض هذا موضوع اشكالي ولكنه ليس قرارا ايرانيا وليس قرارا سوريا، نحن اتصلنا بالقيادة السورية وطلبنا مساعدتهم في هذه المعركة".

وكشف "أننا كنا نعد للمعركة منذ الشتاء الماضي، ومع بداية الربيع بدأ الاستطلاع والتحضير اللوجستي والبشري، وكنا أمام خيارين اما أن نبدأ المعركة قبل شهر رمضان أو بعده. والذي لديه ادنى معرفة بالامور العسكرية يعرف أن القرار لا يمكن أن يأخذ قبل كم يوم بل يحتاج الى تحضير أشهر وهو ليست مرتبطا بأي تطورات سياسية"، مذكرا "أننا قلنا أن الميدان سيتحدث عن نفسه. في ميدان المعركة الجغرافي الجميع شاهد على الشاشات المنطقة التي دارت فيها المعركة، مساحتها ما يقارب 100 كلم مربع، هي الارض التي كانت تسيطر عليها النصرة، هذه المنطقة جبلية تصل فيها بعض الجبال الى 2500 متر، فيها جبال وتلال ووديان جرداء، والقتال في هذه المنطقة من اصعب أنواع القتال"، مشيراً الى انه "في هذه الجبال والوديان والتلال هناك عدو في وضعية دفاع ومحصن، وبالتالي له نوع من الارجحية خصوصا أن لديهم كهوف وانفاق ومتاريس طبيعية، ولا مشكلة لديهم لا بالعديد ولا بالوضع المعنوي والنفسي، ولديهم سلاح وذخيرة ومواد غذائية".

وأكد نصر الله أن "أخواننا في مواقع الهجوم ومكشوفين ومستهدفين، والمنطقة صعبة، ويمشون في الوديان والجبال، وهذه من الصعوبات التي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار، ولا عامل مفاجأة لأننا منذ اشهر نعرض تسويات لانهاء وجود المسلحين وتضمن حقوق النازحين، ولكن بفضل الله ومجموعة عوامل منها الخطة والالتزام بها، والقيداة العسكرية والميدانية التي لها تجربة وحكمة وهدوء وشجاعة المقاتلين وروحيتهم العالية والملفت بهذه المعركة هو الحماسة الشديدة والعالية والاريحية وببركة تضحياتهم وعلى رأسهم الشهداء والجرحى"، مشددا على "أننا نستطيع أن نقول أننا أمام انتصار عسكري وميداني كبير جدا تحقق خلال 48 ساعة، وهو فاجأ الجميع، وبأقل كلفة ممكنة على مستوى الجرحى والشهداء وبهذه الدقة، هذا انجاز كبير ومهم جدا يجب أن نقف عنده".

وأشار الى أنه "في جرود فليطة المعركة كانت مشتركة، نحن والجيش السوري، قاتلنا كتفا الى كتف وسقط لنا ولهم شهداء وجرحى وتم تحرير كامل جرود فليطة، وفي الاراضي السورية لم يعد هناك أي وجود للنصرة"، جازما أنه "في الاراضي اللبنانية، ما قام به الجيش اللبناني، ايضا في محيط عرسال وجرودها على خط التماس كان اساسيا في صنع هذا الانجاز".

واكد أن "الجيش أعلن أنه ضرب أهداف للمسلحين في المنطقة، لذلك شعر المسلحون أنهم ليسوا في امان، الحماية التي قدمها الجيش لعرسال والبلدات على خط التماس، بالتالي تطيمن أهلها، وعملية العلاقات العامة داخل البلدة جعلت هناك جو من الاطمئنان وحيدت البلدة عن الاشتباك وذها الامر قطع الطريق أمام مثيري لفتن، والجيش قام بحماية النازحين وحتى المخيمات في وادي حميد ولاملاهي وجود الجيش وتصديه للنصرة أمن الحماية للمخيمات، ومنع المسلحين من الاقتراب لمخيمات النازيحن، الجيش من خلال وجوده وسهره امن السد المنيع والحماية"، مضيفا: "يجب أن نتوقف عن السلوك العقلاني والمسؤول لسرايا أهل الشام، باليوم الاول شاركوا في القتال ولكن لأنهم تصرفوا بعقلانية وفهموا أن المعركة لا افق لها، والباب مفتوح أمام تسوية حقنا للدماء أخذوا قرار الانسحاب الى مخيمات النازحين وأن يتحملوا هم مسؤولية حمياة عائلاتهم في المخيمات ونحن سهلنا لهم هذا الانسحاب وهو توثقوا منا، وأن المخيمات لا ولن تمس. هذه المخيمات هي خارج نطاق سيطرة الجيش"، لافتاً الى ان "قادة "جبهة النصرة" لم يصغوا الى النداءات، نحن لا ينقصنا انتصارات وتضحيات الشباب وأرواحهم أغلى من اين اعتبار، لكنهم تصرفوا بعنجيهة وروح غير مسؤولة واعتبروا أن ما يحصل حرب نفسية. حتى عندما بدأت المعركة هم راهنوا، عدم الاستجابة للنداءات كان قرارا خاطئا، خسروا أغلب المنطقة في جرود عرسال واصبحوا في مكان ضيق".

وأكد أن "شرط تنظيم "داعش" الاول لمساعدتهم "جبهة النصرة" هو مبايعة أبو بكر البغدادي، وهذا مذل جدا"، مشدداً على انه "رغم صعوبة المعركة، بقيت بلدة عرسال في مأمن بفضل الجيش، كان هناك سعي لان لا يرتكب أي خطأ، ولا يوم من بداية الاحداث منذ سنوات ولا يوم عرسال كانت مستهدفة ولا اهلها على الاطلاق، البعض حاول اثارة الفتنة ولكن كل ذلك ظلم".

وأكد أن "حزب الله لا يريد لعرسال واهلها الا الخير والامن والسلامة والكرامة، وعندما تنتهي المعركة نحن جاهزون اذا طلبت قيادة الجيش أن تستلم كل المواقع وكل الارض"، مشيراً الى أنه "حتى يتاح لاحقا لاهالي عرسال أن يعودوا لباستينهم ومقالعهم، ولن نسمح لاحد ان يتقرب من مخيمات النازحين، نخشى من دخول أحد على الخط واستهداف النازحين وتحويل الموضوع في وجه المقاومة والجيش".

وأكد أنه "في الوضع الحالي الوضع جاري على خطين، الاول في الميدان والثاني في المفاوضات. في الميدان التقدم مستمر أنا طلبت منهم التقدم بشكل مدروس وعدم العجلة، ما بقي من "جبهة النصرة" محصورين في مساحة ضيقة قريبة من مخيمات النازحين ويحاولون الالتجاء اليها، بالتالي العمل يجب أن يكون دقيقا جدا، والاحتياط يجب أن يكون شديدا لاننا لا نريد أي خطأ ان يحصل. المجاهدون أنجزوا انتصارا كبيرا باقل خسائر ممكنة، ونحن نحرص على مجاهدينا ما أمكن".

وطلب السيد نصر الله من "وسائل الاعلام والمحبين والمؤدين، أن لا يضعوا لنا سقفا زمنيا، العملية صحيح شارفت على نهايتها، ولكن وقتنا معنا ولا يجب أن نعجل وحتى اعطاء فرصة للتوصل الى تسوية من خلال مفاوضات تقضي بخروج المسلحية ضمن شروط معينة"، كاشفا أنه "يوم أمس بدأت مفاوضات جدية، قبلها كلام لا علاقة له بالارض والميدان، ويتولى المفاوضات جهة رسمية لبنان تتصل بنا وبمسولي النصرة في عرسال وتقود مفاوضات ونقاشات".

وأعلن أن "هناك جدية افضل من أي وقت مضى، وشيء من التقدم لكن يوجد بعد عن الواقع، قيادة "جبهة النصرة" في عرسال أو ادلب يجب ان تعرف أو الوضع الميداني لا يضعها في موقع فرض الشروط، الفرصة متاحة الان والوقت ضيق بالتالي هم مدعوون الى جدية أعلى، التفاوض يجب أن يستمر مع الجهة الرسمة"، مشيراً الى أن "هذا الذي يجري الان وما نحن ذاهبون اليه، وماضون نحو تحقيق الهدف وهناك طريقان، الميدان والمفاوضات الان الطريقان سالكان ونحاول المراعاة للوصول الى النتيجة المطلوبة".

وأكد أن "هذا الذي يجري الان وما نحن ذاهبون اليه، وماضون نحو تحقيق الهدف وهناك طريقان، الميدان والمفاوضات. الان الطريقان سالكان ونحاول المراعاة للوصول الى النتيجة المطلوبة"، مشيراً الى "أننا الآن أمام انتصار كبير ومنجز، وسيكتمل ان شاء الله، بقيت خطوات اخيرة والمسار مسار اكتمال اما بالميدان واما بالتفاوض وستعود كل هذه الارض الى أهلها. وسيأمن الناس جميعا من الهرمل الى بعلبك وبريتال والنبي شيت وزحلة، الى كل الاراضي اللبنانية، وستطوى الصفحة العسكرية النهائية لجبهة النصرة في لبنان، التهديد الامني سيبقى قائما لكن الصفحة العسكرية ستطوى".

وأضاف: "هذا النصر المحقق والمنجز يهيده مجاهدونا وجرحانا وعوائل شهداؤنا الى كل اللبنانيين وكل شعوب المنطقة التي عانت وتعاني من الارهاب والارعاب والوحشية التكفيرية. ونهديه الى المسيحيين والمسلمين"، مذكرا أن "من المسلمين الذي عانوا من الارهاب التكفيري هم أهل السنة في العراق أو سوريا او افغانستان وباكستان. في معركة الارهاب نقوم بواجبنا ولا نتوقع الشكر والتقدير من أحد، نوقوم بواجبنا أمام شعبنا".

وسأل "ماذا بعد الانتهاء من ملف النصرة؟، فيما يرتبط بقية الجرود ورأس بعلبك والقاع؟"، لافتاً الى "انني سأدع الكلام الى حينه قريبا عندما ننتهي من ملف النصرة، ويجب التوقف عند المستوى العالي والواسع من التأييد الذي حظيت به المعركة من القادة والسياسيين والاحزاب ووسائل الاعلام والنخب الاعلامية والفنية وشعبيا وجماهيريا، من شبكات التواصل الى التبرع بالدم والبيانات والمواقف، لكل من أيد وساعد ودعم بكلمة أو خط يد أو دعاء أو هزة رأس أو ابتسامة لكل هؤلاء كل شالكر والتقدير".

وتوجه نصرالله الى المضحين جميعا والشهداء وأرواحهم وعائلاتهم والجرحى وعائلاتهم والمقاتلين في كل الميادين، قائلا: بأبي أنتم وامي ونفسي كيف أصف حسن ثنائكم وبكم أخرجنا الله من الذل وفرج عنا غمرات القلوب وانقذنا من الهلكات وانتم ورثة الائمة والسائرون على نهجهم. في كل امرأة وسيدة تسكن روح زينب. في رجالكم ايثار العباس الذي رفض أن يشرب الماء وفيكم روح أبا عبد الله الحسين الذي عندما حاصره العالم قال كلمته للتاريخ "هيهات من الذلة"، وأنا اقول لكم بأبي انتم وامي ونفسي كيف أصف حسن ثنائكم اللسان عاجز عن مدحكم، بأي كلمات وجمل وادبيات يمكن أن تصف ما انتم عليه، وانتم النجباء الطيبون الكرام ما بخلتم لا بدم ولا بفلذة كبد ولا مال ولا بصبر ولا بتأييد، واحصي جميل بلائكم، الامتحانات التي مررتم بها منذ البداية، وفوزكم في الامتحانات والصعاب، وبكم أخرجنا الله من الذل، من ذل الاحتلال بالمقاومة من ذل الهوان والضعف والخوف من ذل الهزيمة والاحتقار ومن كل ذل. وفرج عنا الهموم بكم، هذا الشعب كان مهددا بالاحتلال والتكفير والهم والاذلال والقتل والذبح والسبي، لكن بكم كشف الله عنا غمرات الكروب وأنقذنا من الهلكات فبات شعبنا يعيش أمنا على المتداد هذه الارض عزيزا كيرما واثقا قادرا على مواجهات السعاب ةلا يخاف تهديد أحد".

كما وجه السيد نصر الله من "موقع المقاومين والمقاومة تحية واجلال واكبار الى المقدسيين المرابطين في القدس والى أهل الضفة وكل الفلسطينيين الذين تدفقوا الى المدينة القديمة دفاعا عن الاقصى وليفرضوا انتصارا جديدا، وان يفرضوا على العدو ازالة الاجراءات الجديدة التي تريد أن تفرض سيادة العدو، بحضورهم وصلاوتهم وقبضاتهم وصدورهم التي توجه الرصاص صنعوا هذا النصر، وهذه تجربة جديدة من تجارب المقاومة".

وتوجه نصر الله بـ"التحية الى قائد حركة "أنصار الله" اليمنية عبد الملك الحوثي الذي أعلن بوضوح وقوفه وجميع المجاهدين والمقاومين في اليمن الى جانب لبنان وسوريا وفلسطين، وله كل الشكر"، مشيراً الى "اننا مشغولون بما يجري في عرسال لذلك لم نقم بأي مسيرات داعمة للقدس، وداعمة الى اعادة النظر الى ما يجري في اليمن".