لفت راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة في هظة القاها خلال ترأسه القداس الالهي في رعية مار مارون البحيري في قضاء زغرتا الى أن "الكنيسة المارونية كانت منذ نشأتها كنيسة الشهداء، من أيام تلاميذ مار مارون سنة517 ولغاية اليوم، تحت الحكم الفاطمي ثم على أيام المماليك وأيام العثمانيين، حيث إضطر البطاركة الموارنة إلى التنقل من مكان إلى آخر بسبب ملاحقتهم والتعدي عليهم وإضطهادهم إلى أن إستقروا لمدة أربع مائة سنة تقريبا في الوادي المقدس في قنوبين، حيث عاشوا حياة الشظف والتقشف في المغاور وتضاريس الصخور كي يستطيعوا المحافظة على إيمانهم، وحيث لاحقهم العثمانيون وإعتبروا أن بمجرد سيطرتهم وإعتقال بطريركهم، كما حصل مع جبرايل حجولا، يصبح بإمكانهم خنق كنيستهم وإلغاؤها من الوجود. لكن الأمر إختلف تماما وجذريا، إذ أن دم شهدائهم كان دائما، على ما يقول ترتليانوس، زرعا لمسيحيين جددا، تنفيذا لما يقوله السيد المسيح بأن حبة الحنطة إن لم تقع في الأرض وتمت تبقى مفردة، أما إذا ماتت فإنها تأتي بثمار كثيرة".

واشار بو جودة الى أن "كل الإضطهادات التي عانى منها آباؤنا وأجدادنا، وما عانت منه الكنيسة المارونية لم تمنعها من الإستمرار في تحمل مسؤولية الرسالة والشهادة للمسيح مما دعا البابا القديس يوحنا بولس الثاني إلى القول بأنها جعلت من لبنان ليس مجرد وطن كغيره من الأوطان بل بلد رسالة للشرق والغرب وللعالم أجمعطن مضيفا: "أما ما يهدد الكنيسة ويضعفها فهو في عدم تحمل أبنائها عن جدارة مسؤولية الرسالة، عندما يصبح إنتماؤهم إليها مجرد إنتماء عددي وطائفي وسياسي. بينما المطلوب منهم أن يكونوا كما طلب منهم المسيح شهودا له في اليهودية والسامرة وحتى أقاصي الأرض، خاصة بعد إنتشارهم في مختلف أصقاع العالم حيث أصبح عددهم في بلاد الإنتشار يضاهي بكثير عددهم في لبنان، الذي يبقى موطنهم الروحي"، مؤكدا ان "هذه هي مسؤوليتنا، نحن أبناء مارون: في أن نبقى ثابتين في إيماننا راسخين لا نخاف الذين يقتلون الجسد ولا يستطيعون أكثر من ذلك. فعلينا إذن أن نكون شهودا حقيقيين لإيماننا، وإذا إقتضى الأمر أن نكون شهداء فنحن مستعدون لذلك كي تكون دماء شهدائنا زرعا لمسيحيين جدد في هذا الشرق وفي العالم أجمع".