يتزامن عيد الجيش ال​لبنان​ي هذا العام مع حرب ضروس يتحضر العسكريون لخوضها في مواجهة ​الارهاب​ التكفيري القابع على حدودنا الشمالية، بظل إجماع وطني، سياسي وشعبي، على ضرورة دعم الجيش للقيام بمهمته على أكمل وجه، ومن هنا انطلقت فكرة "النشرة الإخبارية الجامعة" في ليلة عيد الجيش.

بدأت الرحلة في اللقاء الذي جمع بين وزيري الإعلام ​ملحم الرياشي​ والدفاع الوطني ​يعقوب الصراف​، مع رؤساء مجالس ادارة التلفزيونات العاملة في لبنان ومديري الاخبار، في 14 تموز الجاري، اذ تم وقتها الاتفاق على الفكرة العامة وهي "اعداد نشرة اخبارية موحدة" في يوم عيد الجيش، وتُرك أمر تفاصيلها لاجتماعات تُعقد بين ​المحطات التلفزيونية​.

رفضت احدى المحطات، المشاركة في النشرة لأسباب خاصة، وبدأت اللقاءات بين ممثلي الوسائل الاعلامية الباقية لتحديد تفاصيلها وفحوى التقارير التي يجب العمل عليها. وفي المعلومات التي حصلت "النشرة" عليها، أن التباينات ظهرت في الاجتماع الثاني، ببعض المطالبات، ولم تكن من ممثلي قناة "المنار"، بتضمين النشرة حديثا عن المقاومة التي خاضت مواجهاتها البطولية في ​جرود عرسال​، الامر الذي أثار استغراب البعض من الوسائل الاعلامية الذين طلبوا الالتزام بالسبب الذي أطلق النشرة الموحدة والمناسبة التي جعلت الفكرة حيّة، أي عيد الجيش. وتضيف المعلومات: "انتهى اللقاء الثاني على "تقسيم" المواضيع التي يجب العمل عليها بين الوسائل الاعلامية، والاتفاق على بعض التفاصيل المتعلقة بالمذيعين والمذيعات وطريقة تنقلهم من شاشة الى أخرى".

وتشير المعلومات الى أنه في الإجتماع الثالث ازدادت التباينات حول الرؤية الموحدة لطبيعة النشرة والتقارير التي سترد فيها، وجرى وقتها استعراض بعض التقارير المنجزة، فكانت "دون المستوى" المطلوب بحسب بعض الحاضرين، الذين شددوا على أنهم يريدون نوعية راقية من التقارير، حتى أن ممثلة أحدى المحطات انتقدت التقرير الذي أعدّته مراسلة المحطة نفسها، فبدا الامر وكأن وسيلتين اعلاميتين فقط تتحكمان بإنتاج النشرة، هما "الجديد" و"lbci"، الامر الذي ازعج ممثلي الوسائل الاعلامية الأخرى، كاشفة أن "الاولى" حاولت الاستحواذ على مهمة كتابة مقدمة النشرة، و"الثانية" جربت السيطرة على كل ما هو تقني فيها. وبعد طول أخذ ورد جاء الاجتماع الرابع في مقر ​تلفزيون المستقبل​ في "سبيرز"، وفيه أُخذ القرار بتأجيل النشرة وتعليق العمل بها، فالاختلافات كثيرة، وتبين أن "​الجيش اللبناني​" بعظمته لم يستطع توحيد الرؤية لدى التلفزيونات اللبنانية.

في المقابل تكشف مصادر مشاركة في الاجتماعات أن قرار تأجيل النشرة لم يأت بسبب التباينات والخلافات والمحتوى والصورة، بل بسبب التطورات الامنية التي طرأت على الساحة اللبنانية. وتضيف المصادر في حديث لـ"النشرة": "بعد ​معركة جرود عرسال​ التي خاضها ​حزب الله​ والانتصار الكبير الذي حققه فيها، وبعد انطلاق تحضيرات الجيش اللبناني لمواجهة "داعش" في ​جرود رأس بعلبك​ والقاع، لم يعد بالإمكان "اللحاق" بالمستجدات والحديث عن الجيش من خلال تقارير عادية"، كاشفة أن الفكرة لم تُلغ بل أُجّلت وسيتم تنفيذها بعد انتهاء المعارك وتحرير كامل الجرود اللبنانية المحتلة".

لن نقف كثيرا عند أسباب "ترحيل" النشرة الاخبارية الموحدة، فالهدف من هذا التقرير هو "حثّ" الجميع للوقوف خلف الجيش في عيده وفي كل يوم، ودعمه بالصوت والصورة والقلم، لأن الحرب التي تخوضها هذه المؤسسة تتطّلب موقفا وطنيا جامعا، بعيدا عن التباينات والمزايدات والمنافسات الاعلامية.