لفهم ما يجري على الحدود الشمالية للبقاع، لا بد من تحديد المعطيات لوضع الأمور في نصابها:

ينتشر تنظيم داعش على مساحة 141 كيلومترًا مربعًا داخل الأراضي اللبنانية، وعلى مساحة متقاربة في الأراضي السورية.

عدد المقاتلين من داعش في هذه المنطقة أي في جرود القاع ورأس بعلبك والفاكهة يقارب ال 400 مقاتل.

الأهداف المرصودة تتألف من أربعين هدفًا وتتضمن تحصينات وخنادق ومغاور يتحصن فيها مقاتلو داعش مع ذخائرهم وعدّة الإرهاب من سيارات مفخخة وأحزمة ناسفة.

على الحدود الشرقية مع سوريا، تبقى هذه المساحة هي الجيب الأخير لتنظيم داعش في لبنان، لذا فإن إخراجهم يتم بواحدة من اثنتين:

إما التفاوض وإما المعركة.

في حال التفاوض فإن لبنان جاهز للتفاوض الذي شرطه للإنطلاق معرفة مصير العسكريين المخطوفين لدى داعش وعددهم تسعة. قبل معرفة مصيرهم لا إمكانية لأي مفاوضات، وهو الشرط الذي أعلن عنه رئيس الحكومة سعد الحريري والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.

في هذا الملف، آلية التفاوض وُضِعَت، والجانب اللبناني تحدد، وكذلك الجانب الآخر، الوسيط لدى داعش، لكن الأمور مجمدة لحين إشارة من داعش عن مصير العسكريين التسعة.

***

إذًا، ما لم يتحدد مصير العسكريين فلا إمكانية للإنسحاب عبر التفاوض، ولا بقى سوى صوت المعركة.

ولكن كيف سيحدث ذلك؟ ومتى؟

تكثر التحليلات وتحديد ساعة الصفر، ولكن هل يُعطي قائد الجيش سر ساعة الصفر لأحد؟

من عناصر نجاح المعركة، اعتمادها على عنصر المفاجأة وعنصر المباغتة وعنصر الظروف الطبيعية والمناخية، وهذه كلها تؤخَذ بعين الإعتبار قبل إعلان ساعة الصفر.

***

يبقى عنصر أساسي وهو المساعدة التي يمكن أن يتلقاها الجيش في معركته. في هذا السياق فإن دوائر قيادة الجيش تؤكد ان الجيش اللبناني ليس في حاجة الى دعم أحد في العملية العسكرية التي ينوي القيام بها كذلك ليس في حاجة الى غارات من الجانب السوري في القلمون، وتوضح الدوائر ان كل ما يشيع عن ان طيران التحالف الدولي ولا سيما الأميركي منه سيساند الجيش عند اندلاع المعركة، هو كلام في غير محله، من دون أن يعني ذلك ان التنسيق مع الجانب الأميركي غير موجود، فقيادة الجيش على تنسيق مع الجانب الأميركي لجهة احتياجاتها من الأسلحة والذخائر، وما الطائرات الأميركية التي تنزل بين الحين والآخر في مطار رياق لإنزال الذخيرة سوى جزء من هذا التعاون. لكن المساعدة شيء، وطلب غارات جوية شيء آخر، وهذا ما لن يحصل.

***

إذًا كل الاستعدادات على قدم وساق، والجيش اللبناني بقيادة العماد جوزيف عون يعرف ماذا يريد.