على وقع الخطوط الحمراء التي كان تيار "المستقبل" قد وضعها على مشاركة "حزب الله" في معركة جرود ​عرسال​، من خلال البيانات المتكررة التي كانت قد صدرت عنه خلال العملية العسكرية، وكلام رئيس الحكومة سعد الحريري عن أن الحزب "قام بشيء ما"، جاءت الزيارة التي قام بها وفد من أهالي البلدة لرئيس الهيئة الشرعية في الحزب الشيخ ​محمد يزبك​ في مكتبه في ​بعلبك​، والذي ضم نائب رئيس البلدية ​ريما كرنبي​، ​المخاتير​ محمد علولة، عبد الحميد عز الدين، فاروق عودة، وبلال الحجيري، الإعلامي عبد الرحمن عز الدين، ملحم الحجيري، أحمد عز الدين، وعلي عز الدين، للتهنئة بالنصر الذي تحقق على "​جبهة النصرة​" في جرود البلدة، وعرض واقع واحتياجات المنطقة، والتي أثارت حساسية بين مختلف القوى العرسالية التي أنقسمت بين مؤيد ومعارض لها.

في هذا السياق، تؤكد مصادر مطلعة، عبر "​النشرة​"، أن هذه الزيارة أثارت إمتعاض الكثيرين في البلدة، لا سيما رئيس ​بلدية عرسال​ ​باسل الحجيري​، الذي كتب تعليقاً على حسابه الشخصي على مواقع التواصل الإجتماعي يهاجم فيه نائبة الرئيس قبل أن يعود إلى حذفه، في حين أن كرنبي أعلنت، عبر "النشرة"، أنها في الأصل شاركت بصفتها الشخصية فقط.

وتكشف المصادر نفسها أن تيار "المستقبل" يقف بشكل أساسي وراء الحملة التي شنت على الأشخاص الذي شاركوا في الوفد المذكور، موضحة أن التيار لم يكن يريد إظهار أنّ في عرسال من يريد توجيه الشكر إلى "حزب الله" على المهمة التي قام بها في الجرود، وتضيف: "ما يحصل هو جزء من موقف تيار "المستقبل" الرسمي بالإضافة إلى بعض المتضامنين معه، بالرغم من أن ما قام به الحزب يصب في مصلحة أهالي البلدة بشكل رئيسي، الذين سوف يتمكنون في الأيام المقبلة من الإستفادة من أرزاقهم بعد أن كانوا ممنوعين من ذلك نتيجة إحتلالها من قبل ​الجماعات الإرهابية​"، وتضيف: "العديد من فعاليات البلدة يطلبون عقد لقاءات بالسر".

من جانبه، يوضح رئيس بلدية عرسال، في حديث لـ"النشرة"، أنهم من حيث المبدأ مع التواصل مع جميع المكونات في المنطقة والبلد، لافتاً إلى أننا "نحن من عمل على إستعادة علاقة عرسال بمحيطها وتصحيح هذه العلاقة واليوم يمكن وصفها بالجيدة"، لكنه يشدد على أن هذه العلاقة لا يمكن أن تكون ورقة بيد شخص يطمح بالنيابة هو في الأصل لا يعرف طريق البلدة، وهو أقدم على تشكيل وفد من لون واحد، بالرغم من تأكيده على إحترام جميع المشاركين بالوفد وإحترام مواقفهم وأرائهم.

ويلمح الحجيري إلى أنه كان من الأفضل أن تحصل الزيارة بعد تسليم الأراضي في الجرود إلى الأهالي، حيث يؤكد أنه لا يمانع حصولها من حيث المبدأ لكن كان يجب أن تكون بوقت مناسب وبأسلوب أفضل عبر تشكيل وفد يضم كافة فعاليات البلدة، ويضيف: "في الأصل هناك فكرة لعقد لقاءات موسعة تشمل كل القوى ستحصل في الوقت المناسب".

في الجهة المقابلة، يوضح الإعلامي عبد الرحمن عز الدين المسؤول عن تنظيم الزيارة، في حديث لـ"النشرة"، أنه كان يتمنى ألاّ يحصل إنقسام حولها، ويشير إلى أن بعض الأشخاص أبلغوه قبل ليلة من موعد اللقاء برغبتهم في المشاركة لكنه لم يكن يستطيع التأجيل، ويضيف: "أبلغنا من تواصل معنا أننا نعتبر أن هذه زيارة أولية ومن الممكن أن تكون هناك أخرى موسعة".

ويشدد عز الدين على الإنفتاح على أي شخص، لكنه يوضح أن لا أحد يستطيع أن يحدد لأي شخص أين يذهب ومتى؟!، ويتابع: "نحن جماعة من أهل البلدة شكرنا المقاومة لأنها حررت أرضنا، وبكل صراحة لدينا الثقة بأنها ستعود لأصحابها بعد كلام أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله".

على هذا الصعيد، يوضح عز الدين أن "الجميع في الفترة السابقة كان يسأل عن موقف البلدة مما يحصل، وكان من الواجب أن نؤكد أننا لسنا خارج هذا النسيج"، وينفي أن تكون هذه الزيارة قد حصلت بسبب طموح نيابي، حيث يؤكد أن الموضوع ليس مطروحاً وبحال طرحه يُبحث به، ويضيف: "ما يهمني هو عرسال وأهلها ونحن لم نقم بأي شيء معيب"، ويكشف عن أن الوفد طالب الشيخ يزبك، عبر نواب كتلة "الوفاء والمقاومة" والوزراء الذين يمثلون المنطقة، بالوقوف إلى جانب عرسال، وبالعفو العام عن مجموعة من شباب البلدة الذين لا علاقة لهم بما كان يحصل في السنوات السابقة، ويشدد على أن هدف اللقاء لم يكن قطع الطريق على أحد بل إستعادة العلاقة مع المحيط.