مرت 11 عاماً على ​العدوان الإسرائيلي​ على ​لبنان​ في العام 2006، التي ألقت خلاله تل أبيب ما يقارب 6 ملايين قنبلة عنقودية على المناطق الجنوبية، بقي منها أكثر من مليوني قنبلة فضلاً عن ​الألغام​ المزروعة بالقرب من ​الخط الأزرق​، والتي أدت حتى الآن الى مقتل 57 شخصًا، كان آخرهم منذ نحو شهر المواطن شبلي عيسى من بلدة راميا الحدودية، فضلاً عن اصابة أكثر من 400 مواطن وعسكري ومنقب بجروح واعاقات، كان آخرهم مساء الاحد اثنان في بلدة رميش الحدودية، هما راني الياس والدركي شربل حنا العلم، الذي احتجز في حقل الغام مدة طويلة حتى تمكنت دورية للجيش اللبناني من انقاذه جريحاً.

في هذا السياق، يتولى المركز اللبناني للالغام، التابع للجيش اللبناني، والذي يتموضع في ثكنة الشهيد النقيب عصام شمعون في ​النبطية​، الاشراف على عملية ازالة وتنظيف الأراضي الجنوبية المزروعة بالالغام و​القنابل العنقودية​ الاسرائيلية، والتي تشارك فيها جمعيات محلية ودولية وكتائب من قوات "​اليونيفل​"، وتمولها الدول المانحة التي تراجع تمويلها عما كان عليه مع انتهاء العدوان الاسرائيلي في تموز من العام 2006، بالرغم من أن ما نسبته 67 بالمئة فقط من المناطق الملوثة تم تنظيفه، مع العلم أنه كان مقرراً الإنتهاء من هذه العملية أواخر العام 2016.

من جانبها، أكدت مصادر أمنية معنية، عبر "النشرة"، أن العقبة الأساس التي تعترض عملية تنظيف ما تبقى من أراض ملوثة هي ضعف التمويل من الدول المانحة، والذي أدى الى تراجع عدد الجمعيات العاملة في مجال التنقيب عن هذه الألغام والقنابل الى 6 جمعيات (4 جمعيات دولية واثنتان محليتان)، قياساً عما كانت عليه في صيف 2006 وهو 45 جمعية دولية ومحلية، الأمر الذي دفع المركز اللبناني للالغام الى تمديد مدة الانتهاء من عمليات تنظيف البقع الملوثة الى أواخر العام 2020، مشيرة إلى أن وفود الدول المانحة تستكشف الأراضي المنظّفة من القنابل، وإن رأت أنها تساهم في عمليات التنمية المحلية من خلال اعادة استثمارها زراعيا أو عبر شق طرق لوصلها بمحيطها، فانها ترفع تقارير لدولها فاما تزيد دعمها أو تتوقف.

ولفتت الى أنّ اسرائيل لم تزود لبنان من خلال اليونيفل وعبر ​الأمم المتحدة​ بالخرائط الدقيقة للمناطق الملوثة بالقنابل العنقودية، وهذا سبب آخر أدى لتأخير وبطء عمليات التنقيب عن هذه القنابل سنة بعد سنة، نتيجة العوامل الطبيعية كالشتاء والهواء وانجراف التربة والمتغيرات المناخية، الأمر الذي ساهم بطمر القنابل.

وأشارت المصادر نفسها إلى أن ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ​سيغريد كاغ​ وسفيرة ​الاتحاد الأوروبي​ في لبنان ​كرستينا لاسن​ تفقدتا المركز اللبناني للالغام في النبطية منذ 3 أشهر، حيث جالتا على مناطق يشرف المكتب و​الجيش اللبناني​ على تنظيفها، وتبرعت لاسن، باسم الاتحاد الأوروبي، بـ10 ملايين يورو، مع العلم أن الاتحاد المذكور هو أكبر جهة مانحة، وكان قدم في السنوات السابقة ما يقارب 38 مليون يورو لتنظيف المناطق الجنوبية من القنابل العنقودية، مع التذكير بأن ​وزارة الدفاع​ طلبت ادراج مبلغ 5 ملايين دولار في إطار ​الموازنة​ العامة، على مدى 5 سنوات، لصالح المركز اللبناني.