لفت ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​ الى ان "الله أعطى ​السيدة العذراء​ عظمة بأن تشارك مع إبنها في عمل الفداء فحملت معه كل الألم وبدأت مسيرة الألم منذ البداية مذ هجرت الى مصر جراء إضطهاد الملك الذي أراد أن يقتل الطفل، علامات إستفهام رافقت حياتها لكنها كانت تحفظها في قلبها وعلمتنا أن نقرأ من مرارة الحياة من أي نوع كانت صعبة أو مرة إرادة الله فهي كانت تقرأ وتتأمل وتصلي وكرست نفسها كلياً لخدمة الكلمة المتجددة ولتحقيق تصميم الله الخلاصي وبلغت معه الى تحمل آلام الصلب. فكانت شريكة حقيقية في الفداء. كل هذه العظائم من على الصليب وهي أم يسوع التاريخي شاءها يسوع قبل أن يلفظ روحه أن يجعلها في الألم أم البشرية الجديدة المتمثلة بالكنيسة وأماً لكل إنسان كان حاضراً بشخص يوحنا فإذا بمريم التي دعيت لتكون في البشارة أم يسوع التاريخي دعيت في الألم والصليب أن تكون أم البشرية. وكان من الضروري أن تنقل بالنفس والجسد الى السماء وتتوج ملكة السموات والأرض".

وخلال قداس عيد السيدة في كنيسة السيدة في دير قنوبين الأثري ، اشار الى ان "هذا هو مضمون كلمتها النبوية "ها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال لأن القدير صنع بي العظائم" قيمة مجيئنا الى هذا ​الوادي المقدس​ وبنوع خاص الى هذا الكرسي البطريركي التاريخي وكل مرة ناتي إليه نأتي الى هنا حتى نطوب أمنا مريم سيدة قنوبين على عظائم الله التي لم تنتهي معها ولم تنتهي منذ ألفي سنة لكن عظائم الله تتواصل في التاريخ عبر كل إنسان فمن الضروري ان ينفتح كل واحد منا بالصلاة والتأمل ويسأل الله كيف ربي أعظم إسمك. كيف ربي تريد أن اعظم شخصياً في حالتي التي أنا فيها في ظروف حياتي كلها ان نعيش هذا التعظيم المستمر لله لأن عظائمه تتواصل. ولنا المثال والقدوة وذروة المثال والقدوة في شخص مريم وكل ذلك كان متوقفاً على كلمتين. نعم يوم فرح البشارة ونعم على أقدام الصلي".

واشار الى "اننا نسأل أمنا مريم العذراء ان تعطينا هذه النعمة أن نقول نعم لإرادة الله ان نبحث عن إرادة الله أن نستقرأ إرادة الله في ظروف حياتنا اليومية وهذا هو جمال الصلاة والتأمل ولو كان سريعاً بين كل واحد منا والله. فالله يتمم تاريخ الخلاص عبر كل إنسان مولود لإمرأة. أتمنى ان يكون هذا العيد مباركاً لكم جميعاً أن تعودوا من هذا الوادي المقدس ممتلئين من الإيمان، الإيمان الذي عاشه أجيال وأجيال في هذا الوادي متشبثين بأرضنا ومقدسينها ومستمدين قيمهم من السماء. كلما أتينا الى الوادي نختزله بكلمتين تجذر في الأرض اللبنانية وإستنارة بقيم السماء".