لفت بطريرك ​السريان الكاثوليك​ الأنطاكي البطريرك مار أغناطيوس يوسف الثّالث يونان في كلمة له خلال عقده ندوة صحافيّة في ​المركز الكاثوليكي للإعلام​ تحت عنوان "تجذّر مسيحيّي الشّرق في أرضهم"إلى أنه "ليس الوقت هنا كي نعيد ما حدث لاخوتنا وأخواتنا المسيحيين في ​العراق​ منذ ما يقرب من العقدين وفي سوريا منذ ما يقرب من سبع سنوات وكلنا نعلم الآلام والمعانات، دوامة العنف التي حدثت في العراق وجعلته يعيش في الفوضى وكذلك الصراعات في سوريا التي غذّاها بعض الفوضى اكبر عدو للمكونات الصغيرة والمسالمة الأقوياء في العالم، مستغلّين التعصّب الطائفي وما يسمّى أيضاً الجهاد التكفيري حتّى يخلق في هذا البلد، جار ​لبنان​، الفوضى الّتي هي أكبر عدوّ للمكوّنات الصغيرة، المسالمة والنزيهة في شرقنا الأوسط، ومن بين هولاء، المسيحيون هم الاكثر استهدافاً".

واشار إلى أنهم يقولون لنا أن المسيحيّين ليسوا مختلفين عن غيرهم من الاديان والطوائف الاخرى الذين عانوا الحروب والصراعات والجرائم التكفيريّة والاضطهاد والتهجير والقتل، ما هو صحيح، إن المسيحيّون لم يختلفوا عن غيرهم ولكنّهم المكوّن الاكثر استهدافاً والأكثر تعرّضاً لمصيرهم في هذا الشرق لأنّهم يعتبرون أنفسهم مكوّن أصيل، ولكن لا يقبله البعض إن كان أولئك التكفريّين أو المسلّطين الجبناء في حكوماتهم، أو الدول التي تسعى لتحقيق مصالحها بطريقةنسمّيها "الوصوليّة"، وقد عانينا من هذه السياسة التي تسعى فقط للمصلحة"، لافتاً إلى "أننا نقر ان المرجعيات الاسلامية تدعو الى بقائنا في الشرق ونشكر لها هذه البادرات، انما هناك عناصر تسعى وتساهم لتهجيرنا من ارضنا وموطننا الأصلي".

وأكد "اننا مكوّن أساسي في الشرق منذ آلاف السنين ولدينا ايماننا بالرب يسوع مخلّصنا، رسول السلام والمحبّة والأخوّة والذي دعانا لمحبة الجميع وحتى الاعداء ونحن موجودون في هذا الشرق كمكوّن حضاري ومعروف انّنا ساهمنا في تكوين حضارة هذا المشرق، ومشهود لنا أنّنا كنّا في أساس النهضة العربيّة في القرنين الأخيرين، لكن،وللاسف، هناك من يريد اقتلاعنا من موطننا الأصلي في الشرق، إن كان بشكل مباشر إراديّاً من خلال العصابات التكفيريّة المجرمة التي ساهمت باقتلاعنا، أو بطريقة غير مباشرة وهي عدم الإكتراث لنا لأنّنا لسنا أمّةبالعدد ولا نملك آبار البترول، ولا نهدّد أحداً بأعمال إرهابيّة، لذلك أُهملنا.

اليوم علينا أن نقلب صفحة الماضي ونصلّط الأضواء على حاضرنا".