بات حتمياً أنّ الإرهاب سينتهي في الجرود كتنظيمات مسلّحة. يوم أو يومان أو أكثر (...) المهم إن الحسم متوقع وساعته آتية لا ريب فيها. ولن تطول المهلة الزمنية التي سيعلن فيها قائد الجيش العماد جوزيف عون النصر على «تنظيم الدولة»، وتنظيف ما تبقى من الجرود اللبنانية من الإرهاب.

صحيح ان الإنتظار مزعج. ولكن الخطة التي رسمتها قيادة الجيش آخذة طريقها الى التنفيذ. وبات معلوماً أن فترات التريّث ليست مجرّد «إستراحة المحارب»، إنما هي جزء من الخطة، بهدف تقويم ما تم إنجازه، والتمهيد لما سيُنجز لاحقاً حتى إعلان النصر الحاسم. ويدخل في ذلك ما بات معروفاً ومعلناً من دراسة الأرض التي أخلاها الإرهابيون مهزومين، وإزالة الألغام الكثيرة التي زرعوها فيها، وشق الطرقات التي تسهل تنقّل الرجال والآليات في أرض شديدة الوعورة، والأهم من ذلك كلّه عدم التخلّي عن أي عنصر من عناصر توفير الحماية الشخصية للضباط والرتباء والجنود المقاتلين. فجيشنا موجود لتحقيق الإنتصارات وتوقع إرتقاء البعض الى مرتبة الشهادة ولكن ليس للإنتحار.

ولكن... ماذا بعد التحرير؟

السؤال يطرح ذاته بإلحاح وجديّة مصيرية!

فمن سيتولّى الإنتشار في الجرود وخصوصاً على إمتداد الحدود الشرقية - الشمالية مع الجمهورية العربية السورية؟

الجواب البدهي هو ان الجيش وحده، هو الذي سيتولّى هذا الشرف، خصوصاً وانه في إطار مهمته الوطنية الكبرى..

وهل سيكون الجيش وحده في هذه المهمة؟

والجواب، في وجدان اللبنانيين، إنها مهمة حصرية للجيش يتفرّد بها ولا يكون له شريك فيها. وهذا في تكوين الجيوش، في بلدان العالم قاطبة، وليس في بلدنا وحده. وجيشنا لن يكون شواذاً على هذه القاعدة العالمية الشاملة.

وهل سيتخلّى حزب اللّه عن تواجده في الجانب اللبناني من تلك الحدود اللبنانية - السورية؟

والجواب: لقد سبق لسماحة السيد حسن نصراللّه أمين عام حزب اللّه أن أعلن، قبل بضعة أيام، في خطابه بعد هزيمة «النصرة» واخلائها جرود عرسال ان الحزب مستعد لتسليم الجيش المنطقة المحرّرة، ما ان تطلب القيادة ذلك. وفي التقدير أنّه لم يطرأ ولن يطرأ أي تعديل يستوجب تراجع سماحة السيّد عن هذا الوعد الذي قطعه على الملأ ومن على شاشات التلفزة.

والسؤال الأكبر: ماذا سيكون دور المقاومة في طالع الأيام؟ والمقصود الدور العملاني - القتالي وليس الدور السياسي؟

والجواب في التقدير هو الآتي بتشعباته:

1 - حزب اللّه لا يتواجد (قانونياً وعلناً) في الحدود الجنوبية بموجب مفاعيل القرار الدولي 1701. حيث التواجد للجيش ولقوات «اليونيفيل».

2- الجرود سيبسط الجيش سيطرته الكاملة عليها مع صعوبة إن لم يكن تعذر امتداد مفاعيل القرار 1701 الى الحدود اللبنانية - السورية.

3 - لن يكون إنسحاب للحزب من سوريا قبل أن تضع الحرب هناك أوزارها.

4- ليس في المستقبل المنظور ما يشي بأن حزب اللّه سيتخلّى عن سلاحه.

وعليه: لم تكن الاستراتيجية الدفاعية، في أي يوم مضى، ملحّة كما هي اليوم.

وفي تقديرنا أنّ سماحة السيّد وأركان قيادة المقاومة ليسوا بعيدين عن هذا التصوّر. على أن تكون الاستراتيجية ذات رؤية واضحة لتحرير ما تبقى من أرض يحتلها الصهاينة في الجنوب (مزارع شبعا...).