المسيحية​ ليست فقط معتقداً وايماناً باله واحد بل باله واحد في ثلاثة اقانيم متساوين في الالوهة والجوهر.

وعندما كنا ندرس تعليمنا المسيحي كان المعلمون ليقربوا لنا هذه المفاهيم والحقائق يعطوننا مثلا عن المثلث المتساوي الاضلاع والزوايا فهو مثلث واحد في ثلاثة اضلاع وبزوايا متساوية. او يعطوننا مثلا آخر عن الشمس فهي واحدة وفيها الحرارة والنور والحياة.

او كما ان لنا اصبعاً واحداً وهو مؤلف في وحدته من ثلاث عقد هذه التشابيه والامثال التقريبية. كانت تسهل علينا اسرارية وصعوبة فهمنا للثالوث الاقدس الذي نؤمن به الهاً واحداً ولو صعب علينا فهم ذلك. فايماننا كان ويبقى ابعد من اي تحليل حسابي. فالله ليس معضلة حسابية يمكن حلها والا انتفت صفة الالوهة عنه ولا يمكن ادراكها وفهمها والا اصبح الله من المعطيات التي يقدر الانسان من السيطرة عليها وشرحها وتحليلها وتركيبها وبذلك لا يعود الله الهاً ولا ازلية ولا سرمدية له بل مداراً يدرك في الزمان والمكان والعقل والمختبر والحساب والتحليل الفيزيائي او الكيميائي فلا اسرارية له ولا هو بالمطلق الكائن بذاته والوحيد بقدرته.

اشكالية قضية الانبثاق

«المنبثق من الايمان الاب» تلك هي الصيغة التي اعلنها المجمع. اما اضافة «الابن» فقد كانت صيغة تعليمية ادرجت في اسبانيا في القرن الخامس حتى القرن السابع ولم تثبتها الكنيسة الرومانية وتدرجها في قانون الايمان الا في القرن الحادي عشر. والى الان تشكل هذه الاضافة فرقاً بين ​الكنيسة الكاثوليكية​ الرومانية والكنائس الارثوذكسية فالارثوذكسيون، في لاهوتهم يقولون ان الروح القدس ينبثق من الاب «بالابن».

(وليس «والابن» )، وبهذه الصيغة يريدون ان يوضحوا ان الاب في الجوهر هو وحده المصدر والينبوع اما الكاثوليك فيقولون من الاب والابن ليكتمل سر المحبة في الذات الالهية دون اي انتقاص من الوهة ومساواة الروح القدس الاب والابن.

الكنيسة الرومانية والكنائس الغربية الاخرى تريد ان توكد بوضوح اكثر ان الابن هو كائن واحد مع الاب وهو مماثل له «والابن» وفي هذا البند الاساسي يتفق الغرب والشرق. لكنهما يستعملان مفاهيم لاهوتية وطرق تفكير مختلفة. في هذا الموضوع تعتقد الكنيسة الكاثوليكية الرومانية اليوم وجود تنوع مشروع في الوحدة دونما فرق يستتبع الانقسام بين الكنائس المسيحية في عقائدها، المطران كيرللس بسترس.

(منشورات المكتبة البوليسية جونيه، سنة 2011 ص 94).

الثالوث الاقدس

هذه الحقيقة يصعب فهمها ويستحيل، بل هي فعل ايمان مطلق بها ولو قال البعض انها مناقضة للعقل والمنطق فكيف يمكن القول ثلاثة بواحد، تساوي واحداً.

هذه العقيدة ليست تنظيرات لاهوتية او فلسفية بل ان هذه العقيدة مؤسسة على وصية وامر يسوع المسيح عندما قال:

«اذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم، باسم الاب والابن والروح القدس».

(متى 28/19)

«نعمة الرب يسوع المسيح، ومحبة الله بشركة الروح القدس فلتكن مع جميعكم (2 كو 3/13).

خلاصة الايمان المسيحي واساسه هو الايمان والاعتراف بالثالوث الاقدس «الكنيسة تعلن خلافاً للذين يقولون ان الابن والروح القدس خاضعان للاب، او الذين يقولون ان الاله الواحد قد ظهر في ثلاثة اوجه تارة كآب وتارة كابن وتارة كروح قدس.

اله واحد

وليست ثلاثة الهة

الكنيسة ترفض ولا تقبل بهذه المقولات بل تعلم وتعلن وتقول: «ان الله هو في ذاته كما ظهر لنا وفي يسوع المسيح ظهر الله كما هو، فالله هو في ذاته كابن وابن وروح قدس فليس هناك ثلاثة الهة اله واحد في ثلاثة اقانيم. (المرجع السابق)

«نعبد الاله الواحد في الثالوث والثالوث في الوحدة دونما امتزاج في الاقانيم ولا انفصال في الجوهر. (دنتسنغر 75)

هذا هو السر العميق الذي نعترف به: اله واحد في ثلاثة اقانيم سر الله هو سر محبة متدفقة وشراكة مع الابن والروح القدس لان «الله محبة» (يوحنا 4/8).

وهو في ذاته حياة وفي ذاته محبة من هنا توقنا، توق الانسان لله واليه يرفع قلبه هو الاله الخالق الحافظ والضابط الموجود وهو العناية والرعاية والسماء والارض ملك ومكان له وهو الذي جعل الانسان مركز ومحور الخليقة وقمتها وصورة الله فيه من هنا تنبع كرامته وقدسية حياته.

ثالوثية نصوص

القدوس الالهي

وهو مدعو بدعوة مجانية الى حياة الشراكة مع الله ومع الابن يسوع الذي اخذ مالنا واعطانا ماله ومع الروح القدس الذي به نبارك اسرارنا ونحن نصلي: محبة الله الاب ونعمة الابن الوحيد وشركة وحلول القدس هي معنا لكي نشكر بالقلب والعقل واللسان اللهم الاب والابن والروح القدس، يا من انت هو الاله الواحد الذي يمدح ويبارك ويجل اسمك المبارك الكلي الوقار مع اسم ربنا يسوع المسيح وروحك الحي القدوس ونحن نكسر القربان ونرسم عن الخلاص باسم الاب الحي للحياة، والابن الوحيد القدوس المولود منه وقبله الحي للحياة وباسم الروح القدس مبدأ وغاية وكمال كل ما كان ويكون في السماء والارض الاله الواحد الحق المبارك لا انقسام فيه.. منه الحياة.

انه آب واحد قدوس وابن واحد قدوس وروح واحد قدوس، تبارك اسم الرب لانه واحد في السماء وعلى الارض، له المجد الى الابد وبنعمته نحن نعيش:

نعمة الثالوث الاقدس الازلي المتساوي في الجوهر وهو يمجد بكل شيء ويمدح ويبارك ويبجل اسمك المبارك الكلي الوقار مع اسم ربنا يسوع المسيح وروحك الحي القدوس.

في النهاية اصلي واقول فليبارككم الله الاب والابن والروح القدس وليباركني وليسامحني اذا بسبب ضعفي الانساني ومحدوديتي ومعطوبيتي لم اقدر ان اشرح عنه اكثر وهو سر لا يمكن فهمه بل يمكن فقط الايمان به.