لفت رئيس الحكومة السابق ​تمام سلام​، إلى "أنّني كنت قد آليت على نفسي عدم الخوض في الجدال المفتعل الّذي أُثير بعيد عملية "​فجر الجرود​"، وذلك احتراماً لأرواح الشهداء الأبطال ولآلام عائلاتهم من جهة، وحرصاً منّي على عدم الإنجرار إلى مناكفات سياسيّة غير مجدية، والمشاركة في لعبة تصفية حسابات مع مرحلة كانت من أصعب المراحل وأدقّها في تاريخ الجمهورية ال​لبنان​ية".

وأوضح سلام في بيان، أنّ "ما ورد على لسان رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ في تشييع العسكريين الشهداء، واعتباره أنّ وقوعهم في يد ​الجماعات الإرهابية​ في ذلك اليوم المشؤوم، إنّما جرى في ظلّ ما سمّاه غموض مواقف المسؤولين الّتي سبّبت جراحاً في جسم الوطن، يدفعني إلى تسجيل النقاط الآتية: أوّلاً، إنّ موقفنا في حكومة المصلحة الوطنية الّتي كان لي شرف رئاستها في فترة فراغ رئاسي لم يشهد له لبنان مثيلاً، لم يكن غامضاً على الإطلاق، بل كان واضحاً وضوح الشمس، يتلخّص في وجوب العمل على تحرير ​العسكريين المخطوفين​ بكلّ الإمكانات المتاحة، مع الحرص في الوقت نفسه على أرواح أبناء بلدة ​عرسال​ العزيزة، صوناً للإستقرار وحماية للسلم الأهلي في ​البقاع​ خاصّة ولبنان عامّة".

وأشار إلى أنّ "ثانياً، إنّ الغموض الّذي يشير إليه الرئيس عون، إنّما يصحّ لوصف مواقف وأدوار القوى السياسيّة، الّتي عرقلت دورة الحياة وعطّلت مصالح العباد على مدى ما يقارب ثلاث سنوات، والّتي تحلّل اليوم ما كانت تحرّمه بالأمس، وتجيز لنفسها إطلاق التهم جزافاً في كلّ الإتجاهات، وتمعن تجريحاً في جسم الوطن".

ونوّه سلام، إلى أنّ "ثالثاً، إنّني أضمّ صوتي إلى صوت الرئيس عون لجهة ضرورة جلاء كلّ الحقائق، وأدعو إلى فتح التحقيق على مصراعيه وإلى رفع السريّة عن محاضر جلسات ​مجلس الوزراء​ ليتسنّى للبنانيين وفي مقدّمتهم عائلات الشهداء، الإتطلاع عليها، حتّى لا تصير أضاليل اليوم كأنّها حقائق الأمس"، مشدّداً على أنّ "من حقّ المواطنين اللبنانيين أن يعرفوا طبيعة الوقائع الميدانية في عرسال وجوارها يومذاك، وما هي مواقف من يتاجرون اليوم بأرواح الشهداء. من حقّهم أن يعرفوا من أيّد التفاوض مع الإرهابيين الخاطفين، ولماذا ومن رفضه ولماذا، ومن أحبط المساعي التي قامت بها ​هيئة علماء المسلمين​ وغيرها ولماذا".

وركّز على أنّ "رابعاً، إنّ الأجواء السلبية المفتعلة داخل مجلس الوزراء في تلك المرحلة، لم تؤثّر على الإطلاق على القوى العسكرية والأمنية ولا على صلابة القيادة العسكرية الّتي كانت دائماً تتمتّع بالجهوزية الكاملة، ولم تقصّر في بذل أي جهد في معركة مواجهة الإرهاب في الداخل وعلى الحدود وتحرير العسكريين المخطوفين"، مؤكّداً أنّ "على اللبنانيين تمتين وحدتهم الوطنية ونبذ المصالح الضيقة تحقيقاً لأحلام شبابنا الّذين كفروا بالإنقسامات والتراشق السياسي"، مبيّناً أنّ "المدخل الأوّل إلى ذلك هو الترفّع، بِهِ تتخلّص السياسة من أمراضها وتصبح عملاً نبيلاً، وبه نرتقي الى مستوى ما قدّمه العسكريون الشهداء".