باشر ​الجيش الاسرائيلي​ أضخم مناورة له على الحدود مع ​لبنان​، وصولاً الى ​الجولان​ السوري، لمحاكاة حرب مع "​حزب الله​"، يتم فيها اجراء تدريبات عسكرية بمختلف أنواع الاسلحة والطائرات والسفن الحربية.

ويشارك في هذه المناورة ما يقارب 30 ألف جندي اسرائيلي، كما تسمع أصداء ودوي الانفجارات والقذائف المدفعية في الأودية المحاذية لبلدات ​بنت جبيل​ و​مرجعيون​ و​حاصبيا​ والعرقوب، فيما رفع ​الجيش اللبناني​ وحزب الله من تدابيرهما واستنفارهما تحسباً لأي طارئ أمني قد ينجم عنها.

على هذا الصعيد، أفادت مصادر أمنية لبنانية، عبر "النشرة"، أن الجانب الإسرائيلي أبلغ قنوات دولية أن هذه المناورة ستتيح له محاكاة مختلف السيناريوهات التي يمكن أن تواجهها تل أبيب في أي حرب محتملة مع لبنان، وأن هذه المناورات يشارك فيها اضافة الى العسكريين الاسرائيليين، جنود في الاحتياط.

من جانبه، أوضح المحلل العسكري العميد المتقاعد محمد عباس، في حديث لـ"النشرة"، أن هذه المناورة تدخل في اطار التوظيف السياسي، وهي رسالة للداخل في اسرائيل وليس لـ"حزب الله" لأن اسرائيل تعلم أن المقاومة لا تأبه لهكذا مناورات وهي تمتلك قدرات ردعية، لافتاً إلى أن تل أبيب لم تعد لديها خيارات للمواجهة مع حزب الله، مذكراً بالزيارات التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي ​بنيامين نتانياهو​ إلى ​الولايات المتحدة​ وروسيا، حيث أبدى استياءه من الإنجازات التي يحققها ​الجيش السوري​ و"حزب الله"، بالإضافة إلى ترسيخ وجود ​ايران​ والحزب في ​سوريا​.

بدوره، أشار مصدر أمني، عبر "النشرة"، إلى أن هدف المناورة حالة دفاعيّة للداخل الاسرائيلي، لا سيما للمستوطنات القريبة من الحدود مع لبنان في شلومي ونهاريا والمطلة ومسكافعام، موضحاً أنه للمرة الأولى يستخدم الجانب الإسرائيلي حالة الدفاع لا حالة الهجوم، بعدما كان رئيس الحكومة الإسرائيلي السابق ​أرييل شارون​ يقول "انه يمكننا إحتلال ​جنوب لبنان​ بفرقة موسيقيّة مؤلفة من 40 موسيقياً"، معتبراً أن "هذه العنجهية انتهت بعدما بات لبنان قادرا على التصدي لاسرائيل في الميدان، وهو ما تجسد في ​حرب تموز​ من العام 2006 التي خرج منها لبنان منتصراً".

في هذا السياق، يؤكد العميد عباس أن شكل المناورة لا ينسجم مع طبيعتها وهدفها، لافتاً إلى أنها، بحسب ما يؤكد المحللون الاسرائيليون، ستستمر 11 يوماً وتحاكي حربا قد تستمر 11 يوماً، وهدفها المعلن هزيمة "حزب الله"، معتبراً أن هذا الهدف دعائي للاعلام الاسرائيلي، الذي شكك في الأهداف المرفوعة للعملية، (أي هزيمة "حزب الله")، لأن الاسرائيلي لا يستطيعون هزيمة الحزب في معركة هجومية، فكيف سيكون الحال في مناورة دفاعية تحاكي استعادة مستوطنة نجح الحزب بالسيطرة عليها؟.

تجدر الإشارة إلى أن تل أبيب كانت بدأت استعداداتها لهذه المناورات قبل عام ونصف العام، مع العلم بأن آخر مناورة عسكرية بهذه الضخامة تعود الى العام 1998، عندما أجرى الجيش الاسرائيلي محاكاة لحرب مع سوريا.