إعتبر السيد صدر الدين الصدر في كلمة له خلال افتتاح ملتقى الامام الصدر التاسع الذي أقامه منبر الامام الصدر الثقافي في قاعة ثانوية صور أن "بدء الكلام بعمود الوطن وسياجه وبصانعي المجد لأمتنا، ل​شهداء الجيش​ والمقاومة و​القوى الأمنية​ البواسل، وندعو لهم بالرحمة والغفران ولعوائلهم الصبر والسلوان، وخصوصا في يوم الغدير المبارك وبفضيلة يوم الجمعة"، مضيفا:"لا أخفيكم سرا أننا في عائلة الإمام ترددنا كثيرا هذا العام في تلبية الدعوة الكريمة من منبر الإمام الصدر الثقافي، رغم أنها المناسبة السنوية الوحيدة التي اخترنا أن نخصص فيها الحديث عن قضية الإمام وأخويه أعادهم الله.فماذا عسانا أن نقول وقد دخلنا السنة الأربعين لخطفهم وحجز حريتهم، وماذا فعلنا لتحريرهم؟، ألمنا كبير كبير لا يطاق، ومعاناتنا شديدة شديدة لا تحتمل، واستياؤنا عارم عارم لا يحد وغضبنا عاصف عاصف لا يهدأ".

ورأى الصدر اننا "لا نستطيع حتى أن نتصور آلام الإمام والشيخ والسيد ومعاناتهم واستيائهم وغضبهم في أسرهم طوال تسعة وثلاثين عاما. من هنا أتفهم مناداة كريمة الإمام الصغرى له أننا لم نقدر أن نعمل شيئا كافيا لتحريرهم، ونادته أن يعمل الإمام بنفسه ما يحررهم من أسرهم ليعودوا إلينا، ف​لبنان​ والمنطقة والإنسانية جمعاء بحاجة إليهم، ولنكمل عندها بهديه ما أنجزناه على خطه ونهجه في غيابه ولكن في مقابل هذا التردد بتلبية الدعوة الكريمة، أدركنا أن واجبنا الديني والقانوني والإنساني تجاه الأحبة الثلاثة من جهة، وواجبنا الأخلاقي تجاه المحبين وتجاهكم أنتم من جهة أخرى يحتم علينا الحضور في حضرتكم والحديث معكم، ولو كان صراخا وتمتمة غير مفهومة ومناجاة وشكوى أمامكم إلى الله الرحيم والجبار".

واكد الصدر ان "عائلة الإمام تحذر من أن الوقت قاتل ويجب أن نستدرك ما فاتنا منه، ونتدارك الفرص قبل أن تسبقنا الأحداث والتطورات المتسارعة، وعليه فإن المطلوب من الجميع، ولا أستثني أحدا، أن نرتقي في المتابعة إلى الموقع الذي يستحقه الإمام وأخويه ليكون أكثر فعالية وجدية في قضيتهم بحيث تصبح، وكما طالبنا مرارا، هي الأولوية الأولى، ومرة أخرى تذكر عائلة الإمام أنه من واجب ​الدولة اللبنانية​ بمؤسساتها الدستورية وبأجهزتها المعنية كافة أن تعمل على اتخاذ أعلى وأسرع وأفعل وأوسع الإجراءات الدبلوماسية والأمنية والقضائية والإعلامية وغيرها بهدف تحرير الإمام وأخويه. ومرة أخرى نناشد من دافع الإمام عنهم بشراسة وأفتى بأن "لا صيانة للحرية إلا بالحرية"، أعني الإعلام اللبناني، أن يبادلوا الإمام بالدفاع عن فكره وعن قضيته ويكونوا عونا لها في محرابهم المقدس وأن لا يعرضوا الشائعات والأضاليل والتحريف"، مضيفا "إن ​معمر القذافي​ وأعوانه ونظامه مسؤولون عن خطف الإمام وأخويه وعن حجز حريتهم وعن كل الجرائم المتعلقة بهذه القضية وأيضا عن تبعاتها، وإن القيادات والمسؤولين والحكومات الليبية المتعاقبة والمتعددة بعد سقوط القذافي وحتى هذه اللحظة، وخاصة ​القضاء​ الليبي، هم المسؤولون الوحيدون للوصول إلى أماكن احتجاز الإمام وأخويه وعن التعاون معنا لتحريرهم وعودتهم إلينا سالمين، ولا يجوز السماح لهم باستمرار المماطلة وتضييع الفرص وإلا، فإنهم يثبتون لنا نفوذ دولة القذافي العميقة ويؤكدون شكوكنا بأنهم استمرار لنظامه ونهجه وهنا للأمر تبعات.

فكفاكم، وكفاكم، وكفانا مماطلة وتسويفا وانحرافا وإهدارا للوقت الثمين والجهد والطاقات والفرص، فكل ذلك أيضا "مشاركة لاحقة"، أكرر فكل ذلك "مشاركة لاحقة" بتأخير تحرير الإمام وأخويه وهو عندنا سيان كجرم خطفهم وحجز حريتهم، وهو أيضا يشكل خطرا محدقا على حياة الأحبة الثلاثة".