إحتفل أهالي منطقة ​فاريا​ والجوار بتبريك أطول تمثال للقديس شربل في العالم والذي يبلغ ارتفاعه 23 متراً على جبل الصليب في فاريا.

على طول الطريق المؤدية الى مكان التمثال والتي جرى تزفيتها مؤخراً تفوح رائحة البخوّر فيما استقل المؤمنون الحافلات صعوداً نحو الجبل حيث الإحتفال.

ولهذا التمثال قصّة أخرى، هي قصّة عائلة مع قديس لم يبخل عليها فاعطاها نعمة الشفاء لابنها. ففي خلال القداس الاحتفالي بعيد رفع الصليب وتبريك التمثال الذي ترأسه ​البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي​ كانت كلمة مؤثرة لرئيس بلدية فاريا ميشال سلامة الذي روى قصّة هذا التمثال. واشار الى أننا "ومع بداية تشكيلنا للائحة في ​الانتخابات البلدية​ قررنا حينها أن نصنع تمثالا للقديس شربل يكون الاطول في العالم لنضعه على جبل "جريد" المقابل لجبل الصليب ولكن عدنا واكتشفنا انه يقع عقاريا ضمن نطاق بلدية ​حراجل​"، لافتا الى انه "وفي هذه الاثناء مرض ابن شقيقي ايلي سلامة واصيب بالتهاب في الرأس وقرر الاطباء اجراء ​جراحة​ عاجلة، ولكن شقيقي ظلّ رافضا للمسألة"، ومعتبرا ان "العناية الالهية ستنقذنا دون اجراء الجراحة في هذا الوقت استمر اصرار الاطباء على ضرورة الخضوع للعملية"، ومضيفا: "في احدى الليالي ظهر ​القديس شربل​ لأخي ايلي وطلب منه الموافقة على اجراء الجراحة وهو سينقذ ابنه وسيخرج معافا سليماً".

يشير ميشال سلامة الى أن "ابن شقيقه ايلي ميشال خضع للجراجة الاولى في 17 تموز 2016 في ليلة ​عيد القديس شربل​ والثانية في 19 تموز 2017 ليلة ​عيد مار الياس​ وشفي"، لافتا الى أن "شقيقه وبعد أن خلّص القديس شربل حياة ابنه قرّر التبرع بكلفة التمثال وهكذا حصل". بدوره النحات ​نايف علوان​ الذي نحت هذا التمثال، يلفت الى أننا "سعينا سابقا لانهاء العمل بالتمثال باكرا فيتم تكريسه في عيد القديس شربل بتموز الا انه شاء أن يتم تكريسه في ​عيد الصليب​"، واصفا هذا "العمل بالانجاز للبنان من عدة نواحي، فمن الناحية الفنية ورغم ضخامة التمثال

استطعنا ان نجعل الوجه معبراً"، ومضيفا: "من الناحية التقنية استعملت مادة "الفايبر غلاس" وهي مادة جديدة تستعمل في الاسواق اللبنانية وهي تساعد على ان يتحمل التمثال تقلبات ​الطقس​ خصوصا في فصل الشتاء"، ومشدداً على أن "تكريس التمثال يتزامن مع انتهاء الحرب في ​جرود عرسال​ و​رأس بعلبك​ والقاع".

إذاً يرتفع القديس شربل على أعلى قمة في فاريا وهو الذي عاش في محبسته في ​عنايا​ كل تقشفات الصليب، ليكون من تلك النقطة حامياً لأبناء البلدة ومنها لكل لبنان!