أكدت مصادر عسكرية لصحيفة "المستقبل" أن "​قيادة الجيش​ وبعد الإنتصار الكبير في الجرود، وضعت في الحسبان فرضيات عدة أبرزها: محاولة الجماعات الارهابية إستنهاض بعض الخلايا النائمة في بعض المناطق مع العلم أنه لا توجد لهؤلاء في ​لبنان​، أي بيئة حاضنة على الاطلاق. وقد يسعى بعض الأفراد أو المجموعات سواء بقرار خارجي أو ذاتي، إلى هز الوضع الأمني في اللبد وضرب استقراره بطرق متعددة"، جازمة بأن "استباحة الأمن لم تعد مسموحة بأي شكل من الاشكال، ومن الآن وصاعداً، ليس من السهل جعل البلد، ساحة مفتوحة للعبة الأمنية ولا حتى ملعباً للمغامرين يُنفذون فيه هواية الاجرام والقتل، ولا حتى جعل أي بقعة في لبنان، مقرّاً أو مستقراً للإرهابيين".

واوضحت أن "تخوّف السفارات الاجنبية أو بلدانها، يُمكن ترجمته على النحو الآتي، بعد كل إنتصار على ​الجماعات الإرهابية​ وخصوصاً في بلد مثل لبنان كانت حدوده مهددة على الدوام، يُخشى من عمليات انتقام لهؤلاء في الداخل، كرد فعل على هزيمتهم"، مؤكدة أن "الوضع بشكل عام مُطمئن. والأبرز بالنسبة إلى الجيش، أنه أنهى معركته العسكرية لتبدأ معركته الأمنية".

ولفتت الى أنه "من هنا يُمكن وضع هذه البيانات في خانة التحذير وليس التأكيد خصوصاً وأن ​مخابرات الجيش​ وبقية المؤسسات الأمنية، تسعى وبكل طاقاتها، إلى تثبيت عاملي الأمن والاستقرار وكشف تلك الخلايا قبل تنفيذ اعتداءاتها. وقد أثبت الجيش منذ فترة طويلة، أن أمن لبنان لم يعد جائزاً اللعب به وهذا ما تُثبته الوقائع الميدانية والبيانات شبه اليومية التي تصدر عن مديرية التوجيه، والتي تُعزّز على الدوام، بأدلة ملموسة كالصور والاعترافات وخصوصاً تحديد الأماكن التي تتم مداهمتها"، كاشفة أن "ما يتم تداوله سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي من تحذيرات أو معلومات، غير صحيح ولا يمت إلى الواقع بصلة، ويهدف أيضاً إمّا الى التشويش على إنتصار الجيش العسكري، أو هزّ الاستقرار السياسي الحاصل".

وأهم ما تبرزه المصادر في عملية تثبيت الأمن التي يعتمدها الجيش: "إغلاق الحدود البرية بشكل كامل وعدم السماح تحت أي من الظروف، بعودة الجماعات الارهابية إلى الداخل اللبناني أو مجرد التفكير بهذا الموضوع. ويجب عدم نسيان أن لبنان ومقارنة مع الدول الأوروبية، هو أقل بلد يتعرض لاعتداءات أو هجمات إرهابية ناجمة عن تحركات لخلايا نائمة. ولكن كل هذا لا يعني أن لبنان بمنأى عن الأحداث بشكل كلّي أو أن الأمن مُستتب مئة في المئة. وعلى القاعدة نفسها، جاءت العملية الاستباقية الكبرى أول من أمس والتي تمكنت خلالها ​مديرية المخابرات​ من توقيف خلية مؤلفة من 19 شخصاً لارتباطهم بالتخطيط والتحضير للقيام بعمل إرهابي يترأسها المصري فادي إبراهيم أحمد علي أحمد الملقب بـ"أبو خطاب". وهذا العمل يتماهى مع تمكّن الجيش في غضون فترة قصيرة، من تكريس حالة يُمكن إلى حد كبير، وصفها بالمستقرة واعتبارها مقياساً في العمل الأمني والمخابراتي".