اشار رئيس الهيئة التنفيذية في ​حركة أمل​ الحاج ​محمد نصرالله​ الى انه "مع بزوغ شهر محرم، تفتح المدرسة الحسينية أبوابها ويرتقي الخطباء والمدرسون منابرها لينقلوا للرأي العام قيم وفلسفة وبركة ثورة ​عاشوراء​، ويتدفق المؤمنون إليها ليعيشوا ليواسوا ليواكبوا هذه الثورة بمعانيها العظيمة والجليلة، يرتدون الأسود ويحملون الدمعة معهم ليذرفونها مواساة لأهل البيت وحزناً لمقتل ابن بنت رسول الله الحسين (ع) ويستمعون بشغف علّهم يدركون جواباً على سؤال: هل أن البكاء يكفي؟ هل أن ارتداء الأسود يكفي؟".

وخلال احياء حركة أمل - إقليم جبل عامل اليوم الرابع من المحرم في الخيمة العاشورائية في ساحة القسم في صور، رأى أن الإجابة عن هذا السؤال يحتاج أولا الإجابة عن ثلاثة أسئلة: لماذا خرج الإمام الحسين، ما الأسباب الموجبة لخروج الحسين على الحاكم آنذاك؟ وما هو الهدف الذي أراده من خروجه؟ وكيف عمل على تحقيق الغاية من خروجه؟ حتى رأينا المعركة الأصغر في التاريخ لكنها الأكثر صدى دون أي نقاش أو مزاحمة والصدى يكبر يوماً بعد يوم مع وجود الملايين حول العالم ممن يحيون ذكرى عاشوراء. واعتبر أن الإجابة على هذه الأسئلة تتطلب العودة الى الإمام الحسين فنرفع أيدينا الى السماء مخاطبين اياه ليجيب "ألا ترون أن الحق لا يعمل به، وأن الباطل لا يُتناهى عنه" وهو جواب وافٍ لأن النظام الحاكم وقتذاك كان فاسداً، مغتصب الأموال والثروات، ناهب الحقوق وكافر بالدين.

ويجيب عن السؤال الثاني " إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، وأسير بسيرة جدي، أما كيف فجوابه بأن الخيار كان بين القتال والموت او المبايعة للنظام الحاكم لكن اختار بقوله "هيهات منا الذلة" وهذه العبارة كانت عنوان مقاومة الإمام ​موسى الصدر​ في تلك اللحظة، لذلك نحن في كل يوم عاشوراء وكل أرض ​كربلاء​ ووجودنا اليوم في هذه الساحة ساحة عاشوراء وفي موقع الحق والباطل ، فأين علينا أن نكون؟ مع الحق. وأضاف "مع ظروف المنطقة كيف نكون مع الحق ومفردات السياسة قد تغيرت والأنظمة والمواقع تغيرت لكن المبادىء أبدا لم تتغير".

وتحدث عن المهرجان الكبير الذي عقده سابقا الإمام الصدر والذي حدد فيه الأولويات بمواجهة العدو الإسرائيلي الذي كان يعد العدة لإحتلال الجنوب اللبناني، والثاني مواجهة الظلم والقهر والمشاكل التي يعانيها النظام ويدفع ثمنها المواطن، فكانت المواجهة عبر المقاومة وهي نفس الفكرة التي أطلقها الإمام الحسين، وأطلق فكرته في ذكرى أربعين الحسين ليضفي على حركته دور وعقيدة ومبدأ وثورة الإمام الحسين، وكذلك كانت وصية شهداء أمل الذين قالوا كونوا حسينيين، مما يؤكد أن هذه الحركة المباركة نشأت من رحم الإمام الحسين.

وختم بقوله "أننا اليوم نرتدي الأسود مواساة لأهل البيت لكن ذلك لا يكفي بل يجب أن يكون هناك اللون الأحمر القاني لون الشهادة انتاقما للظلم لينبت الأخضر، الحياة والنور ليشكلوا هدفا للثورة الحسينية والثورة الاسلامية بشكل عام، لذلك فإن الإصلاح واجب وواقعنا اليوم لا نحسد عليه فدولتنا غائبة غير واعية بحقوق الناس واحتياجاتهم مع الأسف وحركة أمل هي التي تنظر اليهم، لذلك علينا أن نتحرك لحماية المقاومة والحفاظ عليها فهي التي أنشأها الإمام الصدر رغما عن أنف الدولة والمعارضين آنذاك، وأثبتت للكون أنه لولاها لما كان لبنان اليوم كما هو الآن.

وفي الختام تلى السيرة الحسينية سماحة السيد نصرات قشاقش.