أكد رئيس الجمهورية العماد ميشار عون "اننا اليوم عدنا الى ​فرنسا​ بعد 26 سنة من الجهاد والتعب، ولكن أوصلنا البلاد الى السلام و​لبنان​ ينعم بالاستقرار والامن"، مشيراً الى أنه "بالتأكيد لم يكن هذا العمل بسيطا، وكان مليئا بالتعب والسهر حتى وصلنا الى هذه النتيجة، ولبنان الذي كان مطوقا بالحديد والنار لم يخسر، واللبنانيون لم يتخطوا الخط الاحمر".

وفي كلمة له خلال لقائه الجالية اللبنانية في ​باريس​، أوضح الرئيس عون أنه "هذا هو الانجاز الكبير الذي حققناه في هذه المرحلة، والان بدأنا مرحلة بناء الدولة، بناء مؤسسات الدولة المنهارة، ونحن في وضع صعب لاعادة الناس الى الانضباط وانقاذ المؤسسات وجعل الناس يطبقون القانون".

ولفت الى أنه "عندما ذهبنا الى ​أميركا​ لاجبار رئيس أميركا للعمل من أجل سيادة واستقلال لبنان، قالوا عنا أننا شعب مجنون، ولكن ذهبنا وبدأنا العمل، وبعد سنة أنتجت قانون محاسبة ​سوريا​ واستعادة سيادة لبنان"، مشيراً الى انه "للأسف حصلت انتخابات في ​اميركا​ قبل أن يقر القانون، لذلك بدأنا الحملة من الاول، فتبنى القانون 4 نواب أميركيين، وكان يلزمنا اكثرية نصف زائد واحد، واستمر العمل حتى تخطينا النواب في الكونغرس وفي مجلس الشيوخ وهذا اقر القانون بنهاية عام 2003، وانبثق عنه مواقف أميركية غيرت الاوضاع في فلبنان. بعد هذا الحدث لم نعد نرى شيئا صعبا علينا".

وشدد الرئيس عون على "أننا دائما كنا نبعث الامل، ولولا تحلينا بالامل وأن نؤمن بقضيتنا لما كنا وصلنا الى هنا. لبنان بلد مهدم معنويا وبمؤسساته ومعالمه القانونية والدستورية وببنيته الاجتماعية، نريد بناء كل شيء من الاول" مؤكداً أنه "في لبنان فساد كثير، وبحاجة الى جهد لاعادة التأسيس، ولكن الاهم حصلنا على لاستقرار والامن ومؤسساتنا الامنية ممتازة وخضنا حرب ضد الإرهابيين وحررنا جبالنا".

واعتبر أن "المشكلة الثانية هي النزوح الكثيف، ونعمل مع المؤسسات الدولية والصديقة لحل الموضوع. هذا الحمل نقل كثافة السكان من 400 بالكليومتر، الى 600، هذه كثافة مدينة وليست كثافة أرض، استقلنا 50 بالمئة من عدد سكاننا، لا أحد يحمل عنا شيء"، مشيراً الى ان "هذا الحمل الثقيل خطر، لان العبىء الاقتصادي صعب وكذلك أمنيا، ونحن لا زلنا نحارب الخلايا النائمة".

ولفت الى "اننا اعون لهذا الموضوع و​الاجهزة الامنية​ تعمل بجهد"، مشيراً الى أن "أزمات اقتصادية متتالية أصابتنا، والعجيب أننا لا زلنا نتحمل ولكن الى متى؟" ، مؤكداً "اننا أتينا الى فرنسا ووجدنا تفاهم حول هذه المواضيع، ونتمنى أن يكونوا تفهمونا ايضا في ​الامم المتحدة​، يجب جمع الجهد للتخلص من هذه الازمة بسبب ​الحرب السورية​".

وتوجه الرئيس عون الى اللبنانيين مشيراً الى "اننا نتمنى أن نراكم جميعا في لبنان. لبنان آمن ويحبكم وأنتم تحبوه. كونوا أوفياء للوطن الذي استقبلكم لكن لا تنسوا لبنان، الوطن الامن الذي انجبكم وتربيتم فيه. كونوا على مستوى الرسالة اللبنانية في أي مجتمع تنخرطون فيه".