افاد مراسل النشرة في صيدا، ان ​مخيم عين الحلوة​ دخل مرحلة جديدة من الوئام السياسي بعد فتور في العلاقات بين بعض ​القوى الوطنية​ والاسلامية على خلفية الاشتباكات الاخيرة التي وقعت فيه، وأدت الى سقوط قتلى وجرحى ودمار في الممتلكات، اضافة الى النزوح القسري والطوعي ما زالت تداعياتها مفتوحة على هواجس القلق والتوتر والامن "الهش" القابل للاهتزاز عند اي اشكال او حتى شائعة.

وشهد المخيم خلال الساعات الماضية ومعه ​مدينة صيدا​، حراكا سياسيا لافتا هو الاول من نوعه في كافة الاتجاهات وبين مختلف الاطراف، أفضت الى لقاءات "مصارحة" بما يشبه "المصالحة" لطي صفحة الخلافات، والاتفاق مواجهة التحديات المطروحة لجهة العمل على تحصين أمن واستقرار المخيم ومنع الانجرار الى الفتنة وصولا الى تفعيل العمل المشتركة ومعالجة قضية المطلوبين.

فقد عقد لقاء اسلامي وطني في منزل القيادي في "​عصبة الانصار الاسلامية​" الشيخ ابو طارق السعدي في المخيم، شارك فيه وفد من حركة "فتح" وفصائل "​منظمة التحرير الفلسطينية​"، ضم قائد الامن الوطني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب، عضو المكتب السياسي لـ "​جبهة التحرير الفلسطينية​" صلاح اليوسف، عضو اللجنة المركزية لـ "الجبهة الديمقراطية" عدنان ابو النايف، مسؤول "حزب الشعب الفلسطيني" غسان ايوب، وعن "الحركة الاسلامية المجاهدة" أميرها الشيخ جمال خطاب، القياديين ابو محمد بلاطة وابو اسحاق المقدح، وعن "عصبة الانصار الاسلامية" الشيخ ابو طارق السعدي، الناطق الرسمي الشيخ ابو شريف عقل والقيادي ابو سليمان السعدي.

واكدت مصادر المشاركين لـ "النشرة"، ان اللقاء الذي دام نحو أربع ساعات، سادته اجواء من "المصارحة والمصالحة"، حيث جرى استعراض الاحداث الامنية في المخيم منذ الاشتباك الاول في نيسان الماضي وصولا الى اليوم والتحدي الكبير الذي تواجهه القوى السياسية في معالجة قضية المطلوبين، ما يتطلب تناسي الخلافات توحيد الموقف وخاصة في ظل اجواء المصالحة الوطنية بين حركتي "فتح" و"حماس" في الداخل حيث كانت الخلافات اكثر تعقيدا وضراوة.

وخلص الاجتماع بالاتفاق على تفعيل عمل اللجان المشتركة الثلاثة من اجل المحافظة على امن واستقرار المخيم والجوار اللبناني، وعدم الانجرار وراء اي فتنة او توتير كي لا تقع القوى في اشكالات مجددا، والتواصل الدائم والتنسيق عبر استمرار الاتصالات واللقاءات، ومن المقرر ان يصدر بيان رسمي عن اللقاء في وقت لاحق.

لقاء لبناني فلسطيني

وقد جاء هذا الاجتماع الفلسطيني، بعد ساعات قليلة، على لقاء لبناني فلسطيني عقد في ثكنة محمد زغيب العسكرية في صيدا بين مدير فرع ​مخابرات الجيش اللبناني​ في الجنوب العميد فوزي حمادة، ووفد من القوى الاسلامية، ضم امير الحركة الاسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب، القيادي في عصبة الانصار الاسلامية الشيخ ابو طارق السعدي، ممثل حركة "حماس" في منطقة صيدا أيمن شناعة، مسؤول العلاقات السياسية لحركة "الجهاد" الاسلامي في لبنان شكيب العينا، وذلك بمشاركة رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، الذي بذل مساع لترطيب الاجواء بعد فتور في العلاقة مع "القوى الاسلامية" والذي كان مقررا ان يستضيف اللقاء في منزله في وقت سابق.

وقد ساد اللقاء أيضا المصارحة بروح من المسؤولية والشفافية، والاتفاق على اهمية العمل المشترك الفلسطيني وحفظ أمن مخيم عين الحلوة والجوار اللبناني ومعالجة قضية المطلوبين سريعا منعا لاي اخلال بالاستقرار اللبناني.

وكان العميد حمادة، قد التقى في مكتبه في ثكنة محمد زغيب العسكرية في صيدا وفدين فلسطينيين، الاول من حركة "حماس" برئاسة عبد الهادي والثاني من حركة "فتح" برئاسة ابو العردات، وضم اليه مسؤول المالية منذر حمزة وقائد الامن الوطني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب، وجرى البحث في الاوضاع الامنية في عين الحلوة، اضافة الى قضية المطلوبين وفرار "ابو خطاب" المصري.

فيما التقت النائب ​بهية الحريري​ في دارتها في مجدليون وفدا من فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان برئاسة أمين سرها فتحي ابو العردات، وفدا من "تحالف القوى الفلسطيني" في لبنان جرى التأكيد فيهما على اهمية بدء عمل اللجان المشتركة وحفظ امن واستقرار المخيم.

بينما عقد لقاء بين عضو القيادة السياسية لحركة "حماس" في لبنان الدكتور أيمن شناعة ووفد من القوى الإسلامية، ضم أمين سرها، أمير الحركة الإسلامية المجاهدة جمال خطاب، القيادي في "عصبة الانصار الإسلامية" الشيخ أبو طارق السعدي، ومسؤول العلاقات السياسية لحركة "الجهاد" الاسلامي في لبنان شكيب العينا، وجرى بحث أوضاع عين الحلوة الامنية وسط تأكيد على ضرورة حلحلة الأمور العالقة داخل المخيم تحت سقف العمل الفلسطيني المشترك، والتأكيد على أن