أكد رئيس أساقفة أبرشية ​طرابلس​ المارونية المطران جورج بو جودة أن "أربع مائة سنة مرت على حلول روح الرب على القديس منصور دي بول، والتي جعلت منه رائدا في الحقل التبشيري والحقل الخيري والإجتماعي"، مشيراً الى أن "القديس منصور انفتح على عمل الروح فميز علامات الأزمنة ولم يرفض أي مشروع أوحاه عليه روح الرب، بل تجاوب معه وأطلق المبادرات العملية في مختلف الحقول والمجالات".

وأوضح بو جودة، خلال الاحتفال لمناسبة الذكرى المئوية الرابعة لموهبة مار منصور، في دار المطرانية مركز مار منصور الراعوي في ​القبيات​، أن "مار منصور إنطلق من الواقع المعاش على الأرض ولاحظ ما هي حاجات مجتمعه وبلاده، وحاول أن يجاوب عليها عمليا، ولذلك تعددت هذه الجمعيات من أيامه ولغاية اليوم، حسب الحاجة"، لافتاً الى أن "موهبة منصور دي بول ونتيجتها لم تقتصر على الجمعيات التي أسسها والمبادرات التي أخذها في الحقلين الخيري والإجتماعي والرسولي التبشيري والتي أدت إلى تلقيبه بأبي الأمة وأبي الفقراء، بل إستمرت تتفاعل بعد وفاته وإعلانه طوباويا ومن ثم قديسا، في جمعيات ومؤسسات عديدة إستوحت روحانيته، ونشأت في الكنيسة وما زالت تنشأ لغاية اليوم والتي تخطى عددها الثلاث مائة جمعية ومؤسسة".

كما شدد على أنه "نطلب من الرب أن يعطينا شيئا من روحه كي نستطيع، كهنة وراهبات، وعلمانيين وعلمانيات، متابعة رسالته الخيرية والتنشيرية في عالمنا المعاصر الذي يزداد فيه بصورة خطيرة عدد الذين يعيشون تحت خط الفقر، لا سيما في بلادنا، من عالم ومجتمع يتزايد فيه بصورة خطيرة عدد الملحدين واللامبالين دينيا والذين أصبحوا يضعون المبادىء الأخلاقية والقيم الإنسانية جانبا، فيشرعوا ما ليس شرعيا ويسنوا القوانين والشرائع المنافية للأخلاق ، فيسمحوا بزواج ​مثليي الجنس​ وبالإجهاض وقتل الأجنة في الأحشاء، وبما يسمونه الموت الرحيم، وهو في الواقع شريعة قتل قانونية، ويضعون الله جانبا، معتبرين وجوده كوهم وسراب، وفي حال إعترافهم بوجوده يشوهون الصلاة".