يملك إنتاج العسل في ​دير مار مارون عنايا​ رمزيّة خاصة، ومن يقصد المعمل الخاص لانتاج العسل في قرية كفربعال يندهش من تواضع ذلك المكان الذي منه تنتج كل تلك الكميات، فماكينتين صغيرتين كافيتان لانتاج كميات كبيرة لمحصول موسم كامل...

للدير عدّة مناحل موجودة في مناطق مختلفة من ​لبنان​ وتتراوح من علو 400 متر الى 1400 متر، بعضها ينتج منه العسل الأسود وهو من السنديان، ومن النحل في ​اللقلوق​ ينتج العسل الأشقر من الزهر ومن الأشواك البريّة. هكذا يبدأ المشرف على صناعة العسل في الدير شربل موسى حديثه عبر "​النشرة​"، لافتا الى أن "موسم قطاف وصناعة العسل يمتد من منتصف حزيران وحتى منتصف أيلول".

موسم الشتاء هو موسم الاهتمام بالنحل وتغذيته، وفي الربيع تبدأ "ملكة" النحل بوضع البيض، عندها يبدأ من يهتمون بالنحل زيادة "البراويز" لتبيض أكثر. هنا يشير شربل الى أننا "ننقل قفير النحل بعد الاعتناء به الى المناطق المرتفعة عن سطح البحر من 400 الى 500 متر"، لافتاً في نفس الوقت الى أن "أحدا لا يستطيع أن يحدد الكمية التي ينتجها النحل، فهي تتراوح ما بين 20 الى 30 كيلوغراماً، في حين أن قفيراً أخرا قد يعطي ما بين 6 الى 7 كيلوغرامات".

للتعامل مع النحل أسلوب خاص، فعندما نصل الى المنحل نرتدي ثياباً خاصة تحمينا من لسعاته، بعدها نقوم بالنفخ داخل القفير المقفل بطريقة خاصة ليهدأ النحل فلا يعود يلسع. لتبدأ بعدها مرحلة غير قصيرة من استخراج العسل الصافي.

إذا، صناعة العسل له اهتمامه الخاص الّذي اهتم فيه اللبنانيون منذ القدم وهي صناعة لا يعرفها الا من عمل في هذا المجال لسنوات طويلة، لينتج لنا هذا العسل الذي يعتبر من الانقى والاطيب والاكثر جودة على الاطلاق.