أعلن امين الهيئة القيادية في المرابطون ​العميد مصطفى حمدان​، ان ما حدث في مجلس النواب امس مجرد حفلة مزايدات تمثلت بالمناداة على قانون ​الضرائب​، والمجلس لا يعدو كونه مجلسا يمثل نظاما طائفيا مذهبيا قام برمي قنبلة دخانية لتعمية الواقع عن اللبنانيين والهائهم عن معاناتهم اليومية في الغلاء والأزمة الاقتصادية، مشيرا الى ان كل ما فرض على المصارف والشركات و​الأملاك البحرية​ لا يعادل ال 1 بالمئة زيادة على الضريبة المضافة، وهي الضريبة المعروفة بضريبة السنيورة، وشدد على ان الأساس هو الفساد العابر لكل الطوائف الذي يجب مكافحته.

واعتبر حمدان في حديث تلفزيوني ان النظام الضرائبي لم يوقف الفساد وقانون الضرائب جاء خارج خطة مالية عامة استراتيجية للبلد في حين ان الأهم هو اقرار قانون "من اين لك هذا" كإجراء اصلاحي، اما مشروع الضرائب فحدث بغياب حساب القطع ولم نعرف كم ستدخل الضرائب الى الخزينة، ودعا الى ​مكافحة الفساد​ من خلال خطة استراتيجية تبدأ بانشاء جهاز متكامل لمكافحة الفساد ، يديره وزير العدل بالتعاون مع وزير المالية يقوم على لجنة قضائية من ​القضاة​ الكفوئين مع لجنة خبراء اقتصاديين مدعوما من جهاز تنفيذي هو ​امن الدولة​، مؤكدا ان هكذا تبدأ عملية مكافحة الفساد، وقانون من اين لك هذا لا يستثني احدا من رأس الهرم للنظام الطوائفي نزولا، وسأل ماذا ستدخل الرسوم على الأملاك البحرية الى الخزينة، في وقت الأملاك البحرية مستملكة بشكل غير شرعي من ​القطاع الخاص​ كما هناك املاك نهرية وقطاع سكك الحديد مستولى عليها، لافتا الى ان النظام اللبناني الجديد الذي يجب ان ننتجه من اجل اولادنا يستوجب منا التحرك.

ورأى حمدان من جهة اخرى اننا اليوم عرضة لخطر كبير وهو وجودي مصيري والبعض يحاول تصويره كأنه موقف عنصري تجاه اشقائنا السوريين، والأرقام التي باتت معروفة تشكل خطرا على لبنان والمشاريع الدولية تسعى للتقسيم بواسطة الكم الكبير من النازحين في لبنان، والذين اصبحوا اداة بيد من يحاول تحسين شروط هزيمته في المنطقة، وعرض حمدان لشعار طرحته ​مديرية التوجيه​ في الثمانينات بقيادة العماد ​ميشال عون​ للجيش بطرح شعار "اكبر من ان يبلع واصغر من ان يقسم"، داعيا الى إعادة تسويقه اليوم لمواجهة مشروع التقسيم الجديد، مذكرا بحديث الامين العام للأمم المتحدة وبعض المنظرين الأمميين في طرح مشروع ​التوطين​ علنا وقد رد عليهم الرئيس عون في خطابه في ​الأمم المتحدة​، والخطاب واجه نقطتين اساسيتين وهما ​النزوح السوري​ واللجوء الفلسطيني، من خلال طرحه حق عودة الفلسطينيين الى وطنهم، وأكد ان بعض الأفرقاء الداخليين لا يريدون اعادة السوريين الى سوريا في ظل النظام السوري، وسوريا بالعكس تريد عودة النازحين السوريين الى سوريا وفتح طريق الشام- عمان وفتح الطريق من تركيا التي عاد من خلالها مئات الاف السوريين يثبت ان النظام السوري يسهل عودة من يريد العودة، وكشف حمدان ان منظمات الأمم المتحدة بدأت بتحسين وضع مخيمات النازحين بإنشاء بنى تحتية للتشجيع على ابقائهم عندنا، والأمم المتحدة والمنظمات المرتبطة بهم متورطة في الفساد وتسعى لتوطين النازحين السوريين في لبنان تمهيدا للتقسيم.

ولفت حمدان الى ان ​التيار الوطني الحر​ هو جزء من ضمانة الوجود اللبناني وكفى شيطنة للوزير ​جبران باسيل​ واستخدامه ككيس ملاكمة، وهو الوزير الذي له مواقف مشرفة والذي خرج من اجتماع بريستول في ال 2004 واعترض على مضمون الاجتماع واعلن قناعته، مشيرا الى ان اجتماع كليمنصو أمس موجه ضد الوزير جبران باسيل، فهم لم يستوعبوا بعد كيف ان باسيل اصبح شريكا مضاربا لهم، معتبرا ان التيار لا يتهم بخربطة الأوضاع الداخلية وما يقوم به باسيل على المستوى الاستراتيجي يمثلني، ورأى ان الظروف الأقليمية والمعطيات الداخلية تحول دون اعادة لم شمل 14 آذار والموضوع ابعد من الواقع اللبناني باعادة الاصطفافات لأن الواقع الاقليمي اصبح اهم مما يحدث على الساحة الداخلية وما سمعناه من السيد حسن نصر الله هو رد على السعودية وليس على "الزعطوط" السبهان بحد ذاته، مشددا على ان التحالف الدولي الذي نطق السبهان باسمه لا يستهدف فقط طرفا معينا والمثال ما يحدث في اليمن الذي دمر كل اليمن ولم يتضرر منه فقط الحوثيون، فما ادلى به السبهان يستهدف لبنان وليس فقط حزب الله، ونصح حمدان من يحاول ان يغامر في الساحة الداخلية بدعم من تحالف دولي او غير دولي ان لا يجرب لأنه سيفشل، وسأل حمدان في اطار القانون الجديد للانتخابات النيابية ان كيف سيتم حساب النتائج من دون بطاقة بيومترية وكيف ستحسب النتائج بالدوائر التي تضم اكثر من قضاء وكيف سيحسب الصوت التفضيلي ونحن لا نملك اجوبة على هذه المواضيع التقنية التي هي جد مهمة في اطار الانتخابات.