يعكس رصد ​الادارة الأميركية​ مبلغا ماليا لمن يدلي بمعلومات حول مكان قياديين اثنين من ​حزب الله​ بعد وضعها مؤخراً عقوبات مالية على مسووليه ومؤسساته الحزبية مدى اصرار الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ على مواجهة الحزب بالتوازي مع قراره بالتضييق على الجمهورية الايرانية الاسلامية للحد من دورها السياسي -العسكري، لكن في موازاة ذلك تبقي واشنطن على رصدها للساحة اللبنانية وتركيزها على كل من ​الجيش اللبناني​ الذي تمدّه بالعتاد والسلاح والخبرات العسكرية وكذلك على حزب الله الذي تصنفه عدوا لها ادرجته على اللائحة السوداء، وباتت المواقف السياسية للمسؤولين محور اهتمام حيال مدى تأمينها الغطاء للحزب في ضوء القرار الأميركي بمواجهته.

ولا تخفي أوساط ديبلوماسية غربية قلقها من أن يطال لبنان ما يقارب الحظر الأميركي النسبي والتراجع في دعم جيشه اذا ما كانت المواقف السياسية الداعمة لحزب الله على حساب دور الجيش اللبناني الذي صودر الى حدّ ما قراره في معركة الجرود، بعد أن كان ثمة رهان على قدراته لانجاز هذه المهمة بنجاح ومن دون ترك ​الارهاب​يين يغادرون تلك المنطقة.

وتلفت الأوساط الى أن الادارة الأميركية لا تزال تعيش تحت وطأة مواقف رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ التي شكلت غطاء لحزب الله، متوقفة في الوقت ذاته أمام موقفي رئيسي مجلس النواب ​نبيه بري​ والحكومة ​سعد الحريري​، بحيث أن بري كأحد ركني الثنائية الشيعية يطلق كلاما لكنه لم يصل الى حدّ موقف رئيس الجمهورية وحتى لدى تناوله دوري الجيش اللبناني وحزب الله فأنه يمكن تقبلها من موقعه كأحد أركان هذا الثنائي، في حين أن الحريري سجل مواقف تصنف اعتراضية على عدة خطوات لكن واشنطن في الوقت نفسه تقبلت سقف كلامه لعدم احراجه للاطاحة به من منصبه ليخلفه رئيس حكومة يدور في فلك حزب الله.

وتخشى الأوساط أن ترتب مواقف لبنانية رسمية داعمة لحزب الله بالتوازي مع الاجراءات الاميركية الى وقف المساعدات للجيش اللبناني في ظل الواقع الراهن في الكونغرس المتحفظ على دعم الدولة اللبنانية كونها تقع تحت تأثير حزب الله وان خيار التضييق ممكن أن يحصل في ظل التكامل في المواقف بين ترامب والكونغرس في ملفات عدة وإن كان للبنتاغون حسابات خاصة تقضي بالدعم الدائم للجيش نظرا لدوره في مواجهة الارهاب. والى الثقة بقدرات الجيش حسب الاوساط فأن للجيش اللبناني خبرات تمكنه ان يكون قادرًا على على تولي مهامه ، وقتاله مؤخرا في الجرود الشرقية اللبنانية كان محور إعجاب لتمكنه من استعمال الأسلحة الأميركية وتحقيق نتائج باهرة بما دفع الجانب الأميركي باعادة النظر باستعمال عدد من هذه الأسلحة التي كان أخرجها من مستودعاته منذ نحو عقدين من الزمن ،حيث سجلت للوحدات المختصة مهارة في التعاطي مع هذه الأسلحة ، لكن الخوف من ان يصبح هذا الدعم الأميركي مهددا نتيجة المواقف السياسية المفترض أن تكون متوازنة لأن البلاد تعيش نتيجة تسوية رئاسية أفضت الى دخول عون الى قصر بعبدا وانسحابها على جميع القوى هو أمر يحمي لبنان من أي مترتبات أميركية.