اشارت صحيفة "​الخليج​" الاماراتية في افتتاحيتها الى أن "الموقف المتشدد الذي أبدته ​الولايات المتحدة​ الأميركية حيال ​إيران​ وملفها النووي، أثبت من جديد أن الحزم هو الطريق الوحيد لإعادة من أسماها الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ "الدولة المارقة" إلى المسار الصحيح، الذي يضمن للعالم أمناً واستقراراً، بعدما أكدت الوقائع خلال السنوات التي أعقبت توقيع الاتفاق النووي عام 2015، أن إيران لم تغير من سلوكها العدواني، وصارت مصدراً رئيسياً من المصادر المقوّضة للأمن والاستقرار في العالم كله، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة إلى اتباع استراتيجية جديدة هدفها الأساس كبح جماح إيران وإصلاح مثالب الاتفاق النووي، الذي كان الهدف من توقيعه إصلاح سياسات ​طهران​ لا إبقاءها ضمن محيط يعمل على تهديد سلام العالم وأمنه"، لافتة الى أن "الرئيس الاميركي، الذي ندد بسلوك "الديكتاتورية الإيرانية"، ووصفها بكونها "أكبر داعم للإرهاب في العالم"، أعلن بوضوح أنه لن يوقع على الاتفاق النووي مع إيران، الذي وصفه بأنه أسوأ اتفاق وقعته الولايات المتحدة عبر تاريخها، خاصة أن طهران، حسب قوله، "دولة تزرع الموت والدمار والفوضى في أنحاء العالم".

ولفتت الى أنه "أكثر من ذلك تعهّد ترامب بألا تحوز طهران السلاح النووي أبداً، وأنه كرئيس للولايات المتحدة يمكنه إلغاء الاتفاق في أي وقت، وأنه لن يسمح بتحول إيران إلى دولة نووية تستطيع تهديد العالم، وهي رغبة متولدة داخل الجماعة الممسكة بالحكم في البلاد، وتتبنى استراتيجية "الموت للجميع"، مشيرة الى أنه "لهذه الأسباب وغيرها تتبع الولايات المتحدة استراتيجية جديدة تجاه إيران، ترتكز على عدم حصولها على ​سلاح نووي​، وفرض عقوبات على "الحرس الثوري" الذي قال ترامب إنها "منظمة خبيثة" استخدمت أموالاً طائلة لتمويل عمليات إرهابية، وأخرى تستهدف برنامج طهران للصواريخ البالستية، عبر أذرعها ​الإرهاب​ية الأخرى مثل "​حزب الله​" و"القاعدة" و"​طالبان​"، وغيرها من المنظمات الإرهابية عبر العالم"، مضيفة: "من الواضح أن ​الولايات المتحدة الأميركية​ وضعت حداً لهذا التلاعب في الاتفاقية الذي عمدت إيران إلى اتباعه خلال الفترة التي أعقبت التوقيع على الاتفاق، فالحزم الذي جابه به ترامب طهران، يشير إلى أن ​واشنطن​ حسمت أمرها في التعاطي الحاسم مع "الدولة المارقة"، التي أثبتت الأحداث أنها تقف وراء الأزمات والكوارث التي تشهدها مناطق عدة في العالم، فهي حاضرة بقوة في ​سوريا​ و​العراق​ و​اليمن​، قتالاً وتمويلاً بالسلاح والمال والإعلام".

وااضفت: "وجدت الاستراتيجية الأميركية الجديدة مواقف مؤيدة من دول اكتوت بإرهاب إيران، حيث أعربت ​وزارة الخارجية​ والتعاون الدولي في دولة ​الإمارات​ عن ترحيبها ودعمها للاستراتيجية الأميركية الجديدة، مؤكدة التزامها بالعمل مع الولايات المتحدة وكافة الحلفاء للتصدي للسياسات والنشاطات الإيرانية التي تقوّض الاستقرار وتدعم التطرف في المنطقة والعالم"، معتبرة أن "موقف الإمارات ينطلق من حقيقة أن طهران تحولت في السنوات الأخيرة إلى عامل من عوامل تهديد الأمن والاستقرار في العالم، وبضمنه منطقة الخليج، ويؤكد وزير الدولة للشؤون الخارجية ​أنور قرقاش​ أن خطر التوجهات الإيرانية النووية والصاروخية والتدخل في الشأن العربي يطالنا جميعاً، وأن المواقف الإماراتية والسعودية والبحرينية المؤيدة للاستراتيجية الأمريكية تعبر عن الدعم الإقليمي لاحتواء نفوذ إيران، وهو شر لا بد من وضع حد له".