لقيت الصحفية وعضو الاتحاد الدولى للصحفيين الاستقصائيين المالطية دافني كاروانا غاليزيا، مصرعها في ​مالطا​ بعدما تم تفجير سيارتها فور خروجها من منزلها.

و تصنف دافني واحدة من أبرز الصحفيين الإستقصائيين خلال السنوات الأخيرة كما شاركت في تحقيقات "​وثائق بنما​" ، واهتمت بالكشف عن الفساد الذي يحيط بشركات "الأوف شور" في موطنها .

و كانت " دافني تلقت خلال الأسابيع الماضية تهديدات كثيرة بالقتل من أشخاص نافذين نشرت تقرير حول تورطهم في قضايا فساد وغسيل أموال في مالطا.

وكشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، ان كاروانا وهي عضو الاتحاد الدولى للصحفيين الاستقصائيين، قتلت عندما دُمرت سيارتها وهي من طراز "بيجو 108" بواسطة ​عبوة ناسفة​ قوية فجرت السيارة وتناثر حطامها في الحقل المجاور للطريق.

وبينت الصحيفة أن كاروانا كانت مدونة تجذب قراء يزيد عددهم على إجمالي توزيع ​الصحف الورقية​ لمالطا بأكملها، كما وصفتها مجلة "بوليتيكو" الأميركية بأنها "ويكليكيس قائمة بذاتها".

وذكرت الصحيفة أن آخر استقصاء لـ كاروانا كان عبارة عن تحقيق أشار بأصابع الاتهام إلى ​رئيس وزراء مالطا​ "​جوزيف موسكات​" واثنين من أقرب المساعدين له، حيث كشفت الصحفية أن شركات بالخارج على علاقة بالرجال الثلاثة يقومون ببيع جوازات سفر مالطية، كما يتلقون دفعات مالية من حكومة ​أذربيجان​، وأضافت الصحيفة أنه لا يوجد مجموعة أو شخص أعلن مسؤوليته عن الهجوم بعد.

من جانبها، دعت رئيسة مالطا ماري "لويز كوليرو بريكا" إلى الهدوء، وقالت إنه "في هذه الأوقات، عندما تروع البلاد بحادث وحشي كهذا، أدعو الجميع الى حساب كلماتهم وعدم إصدار أحكام، وإظهار التضامن".

ونقلت الصحيفة عن تقارير للإعلام المحلي أن كاروانا تقدمت للشرطة المحلية بتقرير منذ 15 يومًا تقول فيه إنها تتلقى تهديدات بالقتل، ونشرت آخر تدوينة لها، مساء أمس، قبل نحو نصف ساعة من تلقي الشرطة بلاغا بالانفجار.

وقالت الشرطة إنها لم تتعرف على الضحية بعد، لكن حسب مصادر فإن أحد أبناء كاروانا سمع الانفجار من داخل المنزل وسارع إلى مكان الحادث.

من جهته قال رئيس وزراء مالطا إن "ما حدث اليوم غير مقبول على مختلف المستويات، إنه يوم أسود لديمقراطيتنا ولحرية التعبير، لن أشعر بالارتياح حتى يتم تحقيق العدالة".

وكان آخر ما كتبته كاروانا على مدونتها، قبل 30 دقيقة من مقتلها ان "هناك أوغاد في كل مكان تنظر إليه الآن.. لقد أصبح الوضع مؤسفاً"، وهاجمت فيها قادة المعارضة، وَوصفت الوضعَ السياسي الحالي في بلدها بأنه "يائس".

واشتركت الكثير من الصحف ومؤسسات الإعلام العالمية في تحليل وثائق بنما خلال الفترة الماضية، يصل عددها إلى 107 مؤسسات، في 78 دولة، بما في ذلك "الجارديان" وهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، وصحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية التي حصلت على كل السجلات المسربة من مصدر مجهول.

وكشفت تسريبات بنما عن الكثير من فضائح الفساد المالي؛ حيث لجأ المتورطون في هذه الفضائح إلى مكتب "موساك فونسيكا" للتهرب من ​الضرائب​، ونقل ثرواتهم إلى الخارج، من خلال شراء شركات أجنبية سرية.

ومن أبرز المتورطين في هذه الفضائح 72 من رؤساء الدول الحاليين أو السابقين، بالإضافة إلى أفراد من أسر أو مقربين من زعماء عرب سابقين أو حاليين.

​​​​​​​